درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
ژانرونه
============================================================
ويخرج منه قاضي القضاة في كل سنة مبلغا كبيرا من زكاة أموال الأيتام يرتفق بها الفقراء، ويستعين بها أهل الستر والطلبة المحتاجون. وفي ذلك يقول صاحبنا الأديب شهاب الدين أحمد ابن العطار الدنيسري، رحمه الله: أمرث تركنا بمودع خكم حنفي لأجل منع الزكاة رب خذهم فإنهم إن أقاموا نختشي يأمروا بترك الصلاة فلما كان يوم الاثنين النصف من جمادى المذكور عقد مجلس عند الأمير الكبير برقوق في أمر المودع الذي قام الحنفية في تجديده، حضر القضاة الأربعة والشيخ أكمل الدين محمد بن محمود شيخ خانقاه شيخو وهو يومثذ كبير الحنفية وعظيمها، ولم يحضر شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني كبير الشافعية إذ ذاك، فقام الشيخ أكمل الدين في ذلك المجلس قياما كبيرا في منع مودع الحنفية، وتخاصم هو وجلال الدين جار الله قاضي القضاة الحنفية، وتفاحشا في المقال، وانقضى المجلس وقد جار الأمير برقوق من الغض من الشافعية، وكان قد اجتمع به الشيخ المعتقد خلف الطوخي، وكان معظما له، معتقذا فيه الخير، وخاشنه في الكلام بسبب ذلك، وآخر ما قال له: يا أمير إن لم ترجع وإلا فبيننا وبينك سهام الليل. وقيل للأمير برقوق أيضا إن سبب قتلة الأمير يلبغا الخاصكي أنه هم بعمل ذلك لقاضي القضاة الحنفية، وكان يومئذ جمال الدين عبدالله ابن التركماني، فرآى بعض الصالحين في منامه الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وبيده فأس فقال له: يا إمام آين تقصد؟ فقال له: أهدم الكبش، يعني سكن الأمير يلبغا، وأن الأمير يلثغا لم يقم به هذه الرؤيا سوى أحد وخمسين يوما وقتل، وما زال الكبش خرابا إلى الآن.
فخاف الأمير برقوق وطلب قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة في يوم الاثنين الثاني والعشرين من جمادى المذكور وألبسه تشريفا باستقراره على عادته، وأن لا يخرج شيء عن خكمه على قاعدة من تقدمه من قضاة الشافعية. فانتكى العجم لذلك نكاية بالغة، وساءهم هذا لكثرة ما شنع
مخ ۱۰۸