درر الاحادیث النبویه
درر الأحاديث النبوية
ژانرونه
وكان على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زنت يهودية يقال لها: بسرة برجل من اليهود، وذلك أن الله عز وجل أنزل على موسى بن عمران الرجم في الزاني المحصن، فغيرت اليهود ذلك فجعلوه الجلد، أن يجلد أربعين جلدة بحبل مقير، ويسودون وجهه، ويحملونه على حمار، ويجعلون وجهه إلى ذنب الحمار، فلم يزالوا على ذلك حتى هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فزنت اليهودية باليهودي، فأراد اليهود جلدهما ثم خافوا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يفضحهم لما غيروا من علم التوراة، فقال الأحبار للسفلة: انطلقوا إلى محمد فاسألوه عن حد الزاني فإن قال اجلدوه فاقبلوا منه، وإن أمركم بالرجم فأنكروا ذلك ولا تقروا به ولا تقبلوه، فأتوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسألوه فقال: ((الرجم إن كان محصنا))، فقالوا: إن موسى أمر أن يجلد إن كان محصنا، فقال: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((كذبتم، بل أمركم بالرجم ورجم))، فقالوا: كلا، فقال: ((فاجعلوا بيني وبينكم حكما))، فقالوا: اختر من أحببت، فجاءه جبريل عليه السلام فقال: ((اجعل بينك وبينهم رجلا من أهل خيبر، أعور ، شابا طويلا يقال له عبد الله بن صوريا))، فدعاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: ((هل تعرفون رجلا من أهل فدك))، ونعت لهم نعته، فقالوا: نعم، قال: ((كيف علمه فيكم؟)) فقالوا: ذاك أعلمنا بالتوراة، فقال: ((ذاك بيننا وبينكم))، فرضوا به وأرسلوا إليه، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع اليهود فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أنت ابن صوريا؟))، فقال: نعم، فقال: ((أنت أعلم اليهود بالتوراة؟)) فقال: نعم كذلك يقولون، فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أنشدك بالله الرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بن عمران الذي أغرق آل فرعون وأنتم تنظرون، ما أنزل الله على موسى بن عمران في الزاني؟)) قال: فارتعدت فرائصه وقال: الرجم، فوقعت به اليهود وقالوا: لم أخبرته؟ فقال: لقد استحلفني بيمين لو لم أخبره عما سألني لأحرقتني التوراة، فقالت له اليهود: إن ابن صوريا كاذب ليس ذلك في التوراة، فقال عبد الله بن سلام للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: اجعل بينك وبينهم التوراة فإنه فيها مكتوب، فقال لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((بيني وبينكم التوراة))، فقالوا: نعم، فركب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حماره ومضى إلى بيت المدارس ومعه أصحابه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا تبدؤا اليهود بالسلام فإذا سلموا فقولوا: وعليكم))، فدخل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيت المدارس وقال: ((ائتوني بالتوراة))، فجاؤا بها فكان الذي يقوم عليه جدي بن أخطب وليس بحيي بن أخطب، وجلس معهم عبد الله بن سلام فقال: اقرأه في سفر الحدود، فلما بلغ الرجم وضع إبهامه على ذلك الحرف، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفعها فقال: اقرأ، فقرأ الرجم في التوراة مبينا من الله، وفي تحريف اليهود لذلك نزل قوله تعالى: {ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه}[المائدة:41]
* قال يحيى عليه السلام: فأما قول الله سبحانه: {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم}[المائدة:42] فهي منسوخة وكذلك قوله: {فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت...}[النساء:15] الآية.
مخ ۱۳۴