وقف فزعا وهو يلمح الرجال يرمونه بنظرات كالأحجار المدببة، وجيادهم وراء ظهورهم تصهل. وهتف من الأعماق: أنا في عرض النبي!
فلطمه أحدهم لطمة أردته على الأرض وصاح به: تهرب يا ابن التيس؟!
فهتف مرة أخرى: أنا في عرض النبي!
فغرس الرجل قدمه في بطنه وهتف: تغتصب البنت وتقتلها! - أنا ...
أوشك أن يقول أنا بريء، ولكنه تذكر لحسن حظه أنه يخاطب رجال الجبار فأمسك، ورمق الرجل بنظرة ذليلة خرساء فقال الرجل: ارجع واعترف.
فقال بنبرة باكية: يشنقونني!
فركله بقسوة وقال: السيد لن يتركك لحبل المشنقة! - يسجنونني!
فركلة ركلة أشد من الأولى، وقال: ويعيش أهلك في أمان!
تأوه يائسا ولم ينبس فزمجرت الحناجر تتعجله، فقال بصوت مهموس: سأرجع!
ورجع يقطع الطريق على قدميه، وهم يتبعونه عن بعد.
ناپیژندل شوی مخ