دموع البلياتشو
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
ژانرونه
وضع أذنه على الجدار، ثم رفع صوته محتجا: نسيتك؟ كيف أنساك يا حبيبتي؟ عاد الصوت يقول في أسف لم يخف عليه: لو كنت تحبني حقا، فلماذا نسيتني؟
تمثل له الوجه العجوز كما رآه لآخر مرة، كانت الابتسامة الطيبة الساخرة تحاول أن تفسح لها مكانا بين التجاعيد المزدحمة على طرف الفم وتحت الخدين البارزين، ولم تتضح له العينان تماما وإن راح يبحث عنهما تحت المنديل الأسود الذي يشد الجبين ويتدلى طرفه فوق الأذن الدقيقة البيضاء. تأمل الوجه الصغير المستطيل وغضب لأنه لم يتبين كل ملامحه وقال:
لا تقولي نسيتك، إنما المشاغل والأعمال.
قالت في حنان: هل تعمل الآن يا حبيبي؟ عندما تركتك كنت في البكالوريا، كان نفسي أفرح بك وأوزع الشربات.
ضحك وقال: البكالوريا؟ هوه، هوه، أنا سافرت وعشت سنين في الغربة.
سمعها تضرب صدرها بيدها: عند الخواجات؟
ضحك من كلامها، تعجب في نفسه من جهلها، ابتسم وقال: ياما سافرت ورجعت.
قالت داعية: تسافر وترجع بالسلامة يا ابني.
أراد أن يقول إنه عبر المحيطات وركب الطائرات والقطارات ثم عاد إليها. تذكر أن الأرض كروية، وأن الإنسان يعود دائما إلى النقطة التي بدأ منها، حاول أن يجد عبارة تبين أنه لم ينسها، وأنه كالطفل الضائع، مهما هرب وتاه في بلاد الله لا بد يوما أن يرجع إلى صدر أمه.
وأخرجه الصوت من حيرته حين سمعه يسأل: وتوظفت يا حبيبي؟
ناپیژندل شوی مخ