Doroos Al-Sheikh Hassan Abu Al-Ashbal

Hassan Abu Al-Ashbal Al-Zuhairi d. Unknown
115

Doroos Al-Sheikh Hassan Abu Al-Ashbal

دروس الشيخ حسن أبو الأشبال

ژانرونه

تفسير قوله تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون) وفي قول المولى ﷿: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ﴾ [البقرة:٢٨٥] لما نزلت هذه الآية قال النبي ﵊: (حُقَّ له أن يؤمن)، أخرجه الحاكم من حديث أنس بسند صحيح، والمعنى: وجب على النبي ﷺ أن يؤمن؛ لأن الأنبياء هم أعرف الخلق بالله ﷿، ما يجب له، وما لا يجوز أبدًا في حقه، وما يستحيل، فهم أعرف الخلق بالله؛ ولذلك النبي ﷺ كان يقول: (أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له)، والذي يعرف المولى ﷿ حق المعرفة يعبده حق العبادة، ولذلك قال المولى ﷿: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:٢٨]، وكلما ازداد المرء علمًا ازداد خشية للمولى ﷿، والأنبياء هم أعلم الخلق جميعًا وهم أعبد الخلق جميعًا للمولى ﷿؛ لأنهم أعرف الخلق بالله ﷾. ثم أثنى الله ﷿ على جميع المؤمنين، إلا أنه في الدرجة الأولى موجه للصحابة؛ لأنهم أول من خوطبوا بالقرآن الكريم، فقال: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة:٢٨٥] عطفهم على الرسول، أي: آمن الرسول والمؤمنون بما أنزل إليه من ربهم، كما آمنوا بالله وملائكته ورسله، فعطف المؤمنين على الرسول ﷺ، وهذا فيه مدح وثناء وتفضل من المولى ﷿ أن جعل أهل الإيمان يوافقون الرسل في أركان الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وإن لم يكن جميع أركان الإيمان قد ذكرت في هذه الآية إلا أنها قد ذكرت في آيات أخرى وأحاديث أخرى كثيرة، فهذا العطف عطف تكريم وتشريف للصحابة، بل ولجميع المؤمنين، فقال: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ﴾ [البقرة:٢٨٥]، والذي أنزل إليه من ربه هو الوحي، فالنبي ﵊ آمن بالوحي من أوله إلى آخره وعمل به، وكان قدوة لجميع الأنام ﷺ، وتبعه في هذا الإيمان المؤمنون من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، فقال: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ﴾ [البقرة:٢٨٥]. والله ﵎ سمى نفسه الله، ووصف نفسه بأنه إله الحق، بمعنى المألوه الذي استحق أن يكون إلهًا واحدًا في السماء والأرض، وأما ادعاء الألوهية لغير ذلك من المخلوقات فهي ادعاءات كلها كاذبة، فالله ﵎ هو الرب لا ربًا سواه، وهو الإله لا إلهًا غيره، فإذا كان هو الإله وجب توجيه العبادة كلها إليه، وإذا كان هو الرب وجب الإقرار، والاعتراف، والإذعان بين يديه ﷾ أنه الخالق، الرزاق، المدبر، لا خالق غيره، ولا رازق سواه. فهنا بيان أن الصحابة شاركوا النبي ﵊ في أصول هذا الإيمان، وأنهم آمنوا بالله كما آمنوا بالملائكة.

8 / 4