313

Don't Be Sad

لا تحزن

خپرندوی

مكتبة العبيكان

ژانرونه

﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى
وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾
إنَّ منْ تعِاسةِ العبدِ، وعثْرةِ قدمِهِ وسقوطِ مكانتِهِ: ظُلمُهُ لعبادِ اللهِ، وهضْمُهُ حقوقهم، وسحْقُه ضعيفهم، حتى قال أحدُ الحكماءِ: خفْ ممَّن لم يجدْ له عليك ناصرًا إلا الله.
ولقدْ حفظ لنا تاريخُ الأممِ أمثلةً في الأذهانِ عنْ عواقبِ الظَّلمةِ.
فهذا عامرُ بنُ الطفيل يكيد للرسول ﷺ، ويحاولُ اغتيالهُ، فيدعو عليه ﷺ، فيبتليه اللهُ بغدَّةٍ في نحْرِه، فيموتُ لساعتِه، وهو يصرخُ من الألمِ.
وأربدُ بنُ قيسٍ يؤذي رسول اللهِ ﷺ، ويسعى في تدبيِر قتْلِهِ، فيدعو عليه، فيُنزلُ اللهُ عليه صاعقةً تحرقُه هو وبعيرُه.
وقبل أنْ يقتُل الحجاجُ سعيد بن جبيرٍ بوقتٍ قصيرٍ، دعا عليه سعيدٌ وقال: اللَّهمَّ لا تسلِّطْهُ على أحدٍ بعدي. فأصاب الحجاجَ خُرَّاجٌ في يدهِ، ثمَّ انتشر في جسمِهِ، فأخذ يخوُر كما يخورُ الثورُ، ثم مات في حالةٍ مؤسفةٍ.
واختفى سفيانُ الثوريُّ خَوْفًا منْ أبي جعفرِ المنصورِ، وخرج أبو جعفر يريدُ الحرمَ المكِّيَّ وسفيانُ داخل الحرمِ، فقام سفيانُ وأخذ بأستارِ الكعبةِ، ودعا الله ﷿ أن لا يُدِخِلَ أبت جعفر بيته، فمات أبو جعفر عند بئرِ ميمونٍ قبل دخولِه مكَّةَ.

1 / 338