ودونك علماء السلفِ، والعباقرة الذين مرُّوا في القرونِ المفضَّلةِ.
نفسُ عصامٍ سوَّدتْ عِصاما ... وعلَّمتْهُ الكرَّ والإقداما
وعلى الضدِّ منْ ذلك آلافُ الدكاترةِ في العالمِ طولًا وعرضًا، ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾ . القناعةُ كَنْزٌ عظيمٌ، وفي الحديثِ الصحيحِ: «ارض بما قسم اللهُ لك تَكُنْ أغنى الناسِ» .
ارضْ بأهلِك، بدخْلِك، بمرْكبِك، بأبنائِك، بوظيفتِك، تجدِ السعادة والطمأنينة.
وفي الحديثِ الصحيحِ: «الغِنى غِنى النفسِ» .
وليس بكثرةِ العرضِ ولا بالأموالِ وبالمنصبِ، لكنَّ راحة النفسِ، ورضاها بما قَسَمَ الله.
وفي الحديثِ الصحيحِ: «إنَّ الله يحبُّ العبد الغنيَّ التقيَّ الخفيَّ» . وحديثِ: «اللهمَّ اجعلْ غناه في قلبِهِ» .
قال أحدُهم: ركبتُ مع صاحبِ سيارةٍ من المطارِ، متوجّهًا إلى مدينةٍ من المدنِ، فرأيتُ هذا السائق مسرورًا جذِلًا، حامدًا للهِ وشاكرًا، وذاكرًا لمولاهُ، فسألُه عن أهلِه فأخبرني أنَّ عنده أسرتين، وأكثر منْ عشرةِ أبناءٍ، ودخلُهُ في الشهرِ ثمانمائةِ ريالٍ فَحَسْبُ، وعنده غُرفٌ قديمةٌ يسكنُها هو وأهلُه، وهو مرتاح البالِ، لأنهُ راضٍ بما قَسَمَ اللهُ لهُ.
1 / 274