239

Don't Be Sad

لا تحزن

خپرندوی

مكتبة العبيكان

ژانرونه

ومشهدُ الكفارةِ: وهي أنَّ هذا الأذى كفارةٌ منْ ذنوبك وحطٌّ منْ سيئاتِك، ومحوٌ لزلاّتِك، ورفعةٌ لدرجاتِك، ﴿فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾ . من الحكمةِ التي يؤتاها كثيرٌ من المؤمنين، نَزْعُ فتيلِ العداوةِ، ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾، «المسلمُ منْ سلِم المسلمون منْ لسانِه ويدهِ» . أيْ: أن تَلْقَى منْ آذاك بِبِشر وبكلمةٍ لينةٍ، وبوجهٍ طليقٍ، لتنزع منهُ أتون العداوةِ، وتطفئ نار الخصومِة ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ﴾ . كٌن ريِّق البِشْرِ إنَّ الحُرَّ شيمتُهُ ... صحيفةٌ وعليها البِشْرُ عنوانُ ومنْ مشاهدِ التوحيدِ في أذى منْ يؤذيك: مشهدُ معرفةِ تقصيرِ النفسِ: وهو انَّ هذا لم يُسلَّطِ عليك إلا بذنوبٍ منك أنت، ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ﴾، ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ وهناك مشهدٌ عظيمٌ، وهو مشهدٌ تحمدُ الله عليهِ وتشكرُه، وهو: أنْ جعلك مظلومًا لا ظالمًا. وبعضُ السلفِ كان يقولُ: اللهمَّ اجعلْني مظلومًا لا ظالمًا. وهذا كابنْيْ آدم، إذ قال خيرُهما: ﴿لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ .

1 / 264