211

Don't Be Sad

لا تحزن

خپرندوی

مكتبة العبيكان

ژانرونه

رفقًا بالمالِ «ما عال منِ اقْتَصَدَ» قال أحدهُمْ: اجمعْ نقودك إنَّ العِزَّ في المالِ ... واستغنِ ما شئت عنْ عمٍّ وعنْ خالِ إنَّ الفلسفة التي تدعو إلى تبذيرِ المالِ وتبديدهِ وإنفاقِه في غيرِ وجْهِهِ أو عدمِ جمعِه أصلًا ليستْ بصحيحةٍ، وإنما هي منقولةٌ منْ عُبَّادِ الهنودِ، ومنْ جهلةِ المتصوفةِ. إنَّ الإسلام يدعو إلى الكسبِ الشريفِ، وإلى جمعِ المالِ الشريفِ، وإنفاقهِ في الوجهِ الشريفِ، ليكون العبدُ عزيزًا بماله، وقدْ قال ﷺ: «نِعم المالُ الصالحُ في يدِ الرجلِ الصالحِ» . وهو حديثٌ حسنٌ. وإنَّ مما يجلبُ الهموم والغموم كثرةُ الديونِ، أو الفقرُ المضني المهلك: «فهلْ تنتظرون إلاَّ غنى مطغيًا أو فقرًا منسيًا» . ولذا استعاذ ﷺ فقال: «اللهم إني أعوذُ بك منَ الكفرِ والفقْرِ» . و«كاد الفقْرُ أنْ يكون كفرًا» . وهذا لا يتعارضُ مع الحديثِ الذي يرويه ابنُ ماجة: «ازهدْ في الدنيا يحبّك اللهُ، وازهدْ فيما عند الناسِ يحبُّك الناسُ» . على أنَّ فيهِ ضعيفًا. لكنَّ المعنى: أن يكون لك الكفافُ، وما يكفيك عن استجداءِ الناسِ وطلبِ ما عندهم من المالِ، بلْ تكونُ شريفًا نزيهًا، عندك ما يكفُّ وجهكَ عنهمْ، «ومن يستغنِ يُغنِه اللهُ» .

1 / 236