Documentation of the Sunnah in the Second Hijri Century: Foundations and Trends
توثيق السنة في القرن الثاني الهجري أسسه واتجاهاته
خپرندوی
مكتبة الخنانجي بمصر
د ایډیشن شمېره
الأولى
ژانرونه
فعندما أخبره أبو موسى الأشعري عن رسول الله، ﷺ أن الاستئذان ثلاث مرات، ثم يرجع الزائر إذا لم يؤذن له -طلب آخر يخبره بذلك، وقد صرح في بعض الروايات بأن هذا للحيطة، حيث قال: "أما إني لم أتهمك، ولكني خشيت أن يتقول الناس على رسول الله، ﷺ".
١٦٨- وإذا كانت الرواية التي يصرح فيها عمر بأنه لم يتهم أبا موسى الأشعري، كما روى الشافعي، منقطعة١، فإن المعقول يقويها، لأن عمر في غير هذا الخبر قبل خبر الواحد، ولا يجوز على إمام عاقل أن يقبل خبر الواحد مرة، وهو يعلم أنه تقوم به الحجة، ثم يرد مثله مرة أخرى إلا لسبب آخر مثل زيادة الاحتياط وتعليم الناس ذلك، كما هنا٢.
١٦٩- وفي القرآن الكريم دليل على أن الحجة على الخلق تقوم بالواحد من الرسل، ومع هذا، وزيادة في تأكيد الحجة على القوم الذين أرسل إليهم الرسل -قد يرسل الله ﷿ أكثر من رسول، قال تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ، إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ﴾ ٣. عقب الإمام فكذبوهما، فعززنا بثالث، فقالوا: إنا إليكم مرسلون٣". عقب الإمام الشافعي على هذا بقوله: "فظاهر الحجج عليهم باثنين، ثم ثالث وكذا أقام الحجة على الأمم بواحد، وليس الزيادة في التأكيد مانعة أن تقوم الحجة بالواحد٤".
_________
١ الحديث هكذا رواه منقطعًا: الموطأ طبعة الشعب ص٥٩٧. رواه البخاري ٣/ ٧٢ ومسلم ٤/ ٨٥٩ - ٨٦٢ بشرح النووي وكلاهما رواه متصلًا دون قول عمر: "أما إني لم أتهمك ... إلخ" وقد جاءت رواية عند مسلم تتضمن هذا المعنى، إذ تقول: إن أبي بن كعب قال لعمر: "يا ابن الخطاب، فلا تكونن عذابًا على أصحاب رسول الله، ﷺ، قال: سبحان الله! إنما سمعت شيئًا فأحببت أن أتثبت ص٨٦٢.
يقول النووي في شرح هذا الحديث: "ومما يدل على أن عمر لم يرد خبر أبي موسى لكونه خبر واحد أنه طلب منه إخبار رجل آخر، حتى يعمل بالحديث، ومعلوم أن خبر الاثنين خبر واحد، وكذا ما زاد حتى يبلغ التواتر فلما لم يبلغ التواتر فهو خبر واحد" "شرح مسلم جـ٤ ص٨٦٠".
٢ الرسالة ص ٤٣٥.
٣ سورة يس: ١٣، ١٤.
٤ الرسالة: ٤٣٢ - ٤٣٨.
1 / 100