Doctrine of Monotheism in the Holy Quran
عقيدة التوحيد في القرآن الكريم
خپرندوی
مكتبة دار الزمان
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٠٥هـ
د چاپ کال
١٩٨٥م
ژانرونه
الأزمنة عليه والأيام من صغر إلى كبر فليس بإله؛ لأن الإله منزه عن هذا الوصف١ قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ ٢، وقد نصت الآية على أنه ابن مريم لينتفي الشك في أنه بشر وليس بإله ولا ابن الإله.
وتستغرب مريم أن يكون لها ولد وهي ليست بذات زوج، فيجيبها الملك بأن الله يخلق ما يشاء لأنه على كل شيء قدير: ﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ٣.
وفي كل أمر كان عيسى ﵇ يسند تدبيره إلى الله، فالطير الذي ينفخ فيه عيسى فيصير طيرًا بإذن الله، وإبرائه المرضى بإذن الله، وإحيائه الموتى بإذن الله، فكيف يكون إلهًا من ينفي عن نفسه الألوهية وهو رسول من قبل الإله الحق؟..
وفي سياق القصة في سورة آل عمران تصريح هام من عيسى بعبوديته لله ربه ورب الناس كلهم: ﴿إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ ٤. ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾ ٥.
فلم تكتفِ الآية هنا بنقل نص عيسى على عبوديته لله، بل زادت بيانًا أن تأليه عيسى والتقرب إليه بأي نوع من أنواع العبادة شرك يحرّم على صاحبه دخول الجنة
١ انظر تفسير الطبري ٣/٢٦٩ وتفسير ابن كثير ١/٣٦٤. ٢ سورة آل عمران ٤٥-٤٦. ٣ سورة آل عمران آية ٤٧. ٤ سورة آل عمران آية ٥١، وسورة مريم آية ٣٦. ٥ سورة المائدة آية ٧٢.
1 / 205