156

Doctrinal Debates of Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah

المناظرات العقدية لشيخ الإسلام ابن تيمية

خپرندوی

الناشر المتميز

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

د خپرونکي ځای

دار النصيحة - الرياض

ژانرونه

فأقر أنه شرك.
حتى إن قسيسًا كان حاضرًا في هذه المسألة، فلما سمعها قال: نعم على هذا التقدير نحن مشركون» (^١).
المطلب الثاني: دراسة أهم المسائل العقدية الواردة في هذه المناظرة:
من سياق المناظرة يظهر أنها كانت مناظرة طويلة بين شيخ الإسلام وهذا الراهب النصراني، حيث ذكر ﵀ أنه ناظره في المسيح ﵇ ودين النصارى عمومًا، ولم يخصص ﵀ موضوعًا معينًا؛ فدل على طولها وكثرة المباحث التي عرضت فيها.
وكان من آخر ما خاطبه به أن النصارى في حقيقة أمرهم مشركون، وبين له شيئًا من مظاهر الشرك التي وقع فيها القوم وذلك: كالعكوف على التماثيل والقبور، وعبادتها، والاستغاثة بها من دون الله.
مناقشة الشبهة التي احتج بها هؤلاء الرهبان:
كانت حجة الراهب على تسويغ ما يفعلونه من شرك أمرين اثنين:
أولهما: أن ما يفعلونه ليس شركًا ولا عبادة لغير الله، وإنما هو من باب التوسل.
وثانيهما: أن ما يفعلونه هو في الحقيقة كفعل المسلمين عند قبور الصالحين.
قال شيخ الإسلام ﵀ في رده عليهم: «فقلت لهم: وهذا أيضا من الشرك ليس هذا من دين المسلمين وإن فعله الجهال» (^٢).
فبين ﵀ أن فعل الجهال ممن ينتسب للإسلام لهذه الأمور لا يعني كونها من دين الإسلام، بل هي شرك مخالف للدين، ونبه بقوله: (جهال) إلى أنهم: جاهلون بحقيقة الإسلام؛ لأن من عرف الإسلام حق المعرفة عرف أن مثل هذه الأفعال

(^١) مجموع الفتاوى (٢٧/ ٤٦١).
(^٢) مجموع الفتاوى (٢٧/ ٤٦٢).

1 / 166