عَنْ عَائشَةَ ﵂ قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ شَيْئًَا قَطُّ بِيَدِهِ ولا امْرَأَةً وَلاَ خَادِمًَا؛ إلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَمَا نِيْلَ مِنْهُ شَيءٌ قَطُّ فَانْتَقَمَ مِنْ صاحبِهِ؛ إلا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِنْ مَحُارُمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ للهِ ﷿ رَوَاهُ مُسْلِمٌ (١).
وَعَنْ أَنَسٍ ﵁ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ: ﷺ عَشَرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ: لِشَيءٍ فَعَلْتُهُ لِمَا فَعَلْتَهُ وَلاَ لِشَيءٍ تَرَكْتَهُ لِمَا تَرَكْتَهُ) رَوَاهُ الْبُخَارِي وَمُسْلِمٌ.
وَكَانَ يَقُولُ ﵁: فَإِذَا عَاتَبَنِي بَعْضُ أَهْلِهِ قَالَ: (دَعُوهُ فَلَو قَدَّرَ الله ُ شَيْئًَا لَكَانَ).
وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ ﷺ: (أَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ في الْغَضَبِ وَالْرِّضَا) (٢).
الْفَصْلُ الْرَّابِعُ: الْدَّوَافِعُ عَلَى اسْتِمْرَارِ الْغَضَبِ
الْدَّافِعُ الأَوَّلُ: الْظَّنُ بَأَنَّهُ قُوَّةٌ؛ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ هْوَ ضَعْفٌ؛ فَلاَ أَضْعَفَ مِنْ إِنْسَان لاَ يَمْلِكُ الْيَدَ، وَالِّلسَان.
عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: (لَيْسَ الْشَّدِيْدُ بِالْصُّرَعَةِ، وَإنَّمَا الْشَّدِيْدُ الْذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ) رواه البخاري (٣) ومسلم (٤).
فَمَنْ لَمْ يَمْلِكْ اللِّسَانَ، وَالْيَد؛ فَهْوَ أَضْعَفُ عَبْد.
_________
(١) صحيح مسلم رقم ٢٣٢٨ج٤ص١٨١٣ باب مباعدته للآثام
(٢) المسند عن عمار بن ياسر رقم ١٧٦٠٥ ج٣٧ ص٢٨٢.
(٣) البخاري رقم٥٦٤٩ج١٩ص٧٢باب الحذر من الغضب
(٤) مسلم رقم٤٧٢٣ج١٣ص١٩باب فضل من يملك نفسه الغضب
1 / 8