ولا يقال: كذا وكذا دون الله بمعنى التفاضل والخيار؛ لأن الخيار لا يقع إلا بين الأجناس. ألا ترى أنه يقال: فلان أحسن من فلان، وخير من فلان، يراد أنه أصلح منه؛ لأنهم جنس واحد، وهذا لا يجوز على الله؛ لأنه تعالى وعز ذكره ليس بذي جنس، ولا هو من جنس غيره. ولا يقع الخيار بينه وبين غيره.
* مسألة [اعتراضات في التفاضل بين الله وخلقه، وجوابها]:
فإن اعتل معتل بقوله عز ذكره: {واتخذوا من دون الله ءالهة} (¬1) فقد قال بعض: اتخذوا عبادة الأصنام ليعتزوا بذلك، وهي دون عبادة الله تعالى، كما قال عز وجل: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} (¬2) ، وقد قال: {واتخذوا من دون الله ءالهة} فذمهم بذلك، لا أنهم دونه في المسافة، هذا غير جائز على الله تعالى، ألا ترى أنه لا يجوز أن يقال: أيما خير: الشعر أو القرآن؟ لأن القرآن ليس من الشعر في شيء، ولو جاز أن يقال: أيما خير القرآن أو الشعر؟ لجاز أن يقال: أيما خير الله أو الشاعر؟ فلما بطل الخيار بين الله تعالى والشاعر فسد الخيار بين القرآن والشعر، والله تعالى {ليس كمثله شيء} (¬3) ، ولا يشبهه شيء من خلقه. وكذلك فعله لا يشبه شيئا من فعل خلقه.
مخ ۷۱