ولا يجوز أن يقال: إن الله تعالى متين (¬1) ؛ لأن المتين في حقيقة اللغة هو الثخين، والله سبحانه وتعالى لا يوصف بالثخن، وإنما قال: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} (¬2) توسعا ومبالغة في وصف نفسه بالقوة.
ولا يوصف بأنه شديد على الحقيقة؛ لأن الشدة بمعنى الصلابة، والله تعالى لا يوصف بالصلابة، فإن وجدنا في صفاته في القرآن أو غيره أنه شديد فهو مجاز لكثرة استعمالهم في القوة منا هذا القول على التوسع. ولكن يجوز أن يوصف بأنه تعالى شديد العقاب وبما أشبه ذلك من صفات الأفعال؛ لأن الشديد في صفات الأفعال إنما هي للأفعال، والشدة في هذه الصفة هي لها لا لله عز وجل.
* مسألة [حكم قولنا : الله أشد قوة]:
فإن قال قائل: أفليس قد قال /25/ تعالى: {أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة} (¬3) ؟ قيل له: بلى، وهذا على التوسع والمجاز في اللغة. فإن قال: ولم قلتم إنه مجاز؟ قيل له: لو لم يكن مجازا لوجب أن تكون قوته شديدة وأن تكون قوته أقوى منا، ولو لم يكن مجازا لأدى معناه إلى الإحالة (¬4) ؛ فصح بهذا أنه إنما ذكر هذا القول توسعا في اللغة وأراد به أنه أقوى منهم وأقدر.
فصل [وصف الله تعالى باليقين والاستبصار والتحقق والشعور والإحساس والعقل]
مخ ۴۶