280

ضیا

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

ژانرونه

فإن قال: متى خلق الله تعالى الفعل، في حال ما اكتسبه العبد، أو قبل أن يكتسبه، أو بعد ما اكتسبه؟ قيل له: العين التي هي كسب هي التي خلقها الله تعالى كسبا على ما هي عليه. فقولك: «قبل» أو «بعد» أو «مع» إشارة منك إلى معنى ليس هو الكسب، ونحن فلم نجعل /124/ الكسب الواحد الذي لا يتجزأ ولا ينقسم بالعدد اسما. بل نقول: العين التي هي كسب للعبد هو المخلوق، وهو الذي اخترعه الله تعالى، فأنشأه على ما هو عليه من حسن: ما أحسنة، أو قبح (¬1) : ما أقبحه!.

فإن قال: أفيجوز أن يخلقه ولا يكسبه العبد، أو يكسبه العبد ولا يخلقه الله؟ قيل له: لا يجوز أن يكسبه العبد ولا يخلقه الله تعالى (¬2) ؛ لأن في ذلك إيجابا لفعل كان بعد أن لم يكن ولم ينشئه الله تعالى، ومحال أن يكون محدث وقع وليس الله تعالى محدثه. وكأن يستحيل أن يكون مملوك ومربوب في العالم لا يملكه الله تعالى ولا يكون ربه.

سؤال [وأسئلة جدلية موجهة إلى المعتزلة]:

يقال لهم: الله تعالى خالق كل شيء، فإن قالوا: نعم، قيل لهم: فتعنون كل الأشياء أو بعضها؟ فإن قالوا: كلها، أقروا بخلق الأفاعيل، وإن قالوا: يعني بعض الأشياء، قيل لهم: فهل وجدتم خلقا من الأمة صغيرا أو كبيرا استثنى شيئا دون شيء في قول الله عز وجل: {خالق كل شيء} (¬3) .

ويقال لهم: تقولون: إن الله على كل شيء قدير؟ فإن قالوا: نعم، قيل لهم: فيقدر على بعض الأشياء أو على كلها؟ فإن قالوا: على كلها، قيل لهم: فهو قادر على خلق الأفعال، فإن قالوا: نعم، تركوا قولهم.

مخ ۲۸۴