وقال تعالى: {ولو أننا نزلنآ إليهم الملآئكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلآ أن يشآء الله ولكن أكثرهم يجهلون} (¬1) ، وقوله تعالى: {قبلا} أي: قبيلا قبيلا، وفسر بعضهم: /120/ أي عيانا، أي: يستقبلون. كذلك فهذا دليل على أنه لم يشأ أن يؤمنوا، لأنه لو شاء أن يؤمنوا لم يقل: {إلآ أن يشآء الله}، وقد (¬2) شاءوا هم فلم يكن ما شاءوا.
ومن صفات الله تعالى أنه يفعل ما يشاء وما يريد، وليس لأحد أن يفعل ما يشاء وما يريد غيره، لقوله عز وجل: {وما تشآءون إلآ أن يشآء الله رب العالمين}، ففي هذا تثبيت لمشيئته وإرادته تعالى، وإبطال لقول من قال: إن العباد يفعلون ما يشاءون ويريدون، والقدرة والإرادة والمشيئة لله تعالى لا لغيره. ولم يعمل أحد من العباد عملا من خير أو شر أو طاعة أو معصية إلا وقد شاءها الله تعالى، لا مشيئة محبة لكن مشيئة إرادة.
* مسألة [ما الأدلة على أن الله تعالى شاء المعصية؟]:
مخ ۲۷۷