257

ضیا

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

ژانرونه

قال الله عز وجل: {إنمآ أمره إذآ أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} (¬1) ، وقال عز وجل: {إن الله يفعل ما يريد} (¬2) وهذه صفة ذات؛ لأن كل ما علمه الله فقد أراده، وليست إرادته تعالى فعلا من أفعاله، ولا نقول بذلك كما قال من جار عن الحق. ولو كان فاعلا إرادة (¬3) محدثة بها خلق لم يخل أن يكون أحدث إرادته في نفسه أو في غيره أو قائمة بنفسها، فإن قال: إنه أحدثها في نفسه فليس هو محلا للحوادث، وإن قال: أحدثها في غيره كان ذلك الغير مريدا. وإن قال: أحدثها قائمة بنفسها كان مستحيلا لأنها صفة، والصفة لا تقوم بنفسها. فلما فسدت هذه الوجوه صح أنه تعالى لم يزل مريدا، كما أنه لم يزل قادرا عالما.

ومما يدل على فساد ما قالوا من أن الله تعالى خلق إرادة له بها أراد، قوله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذآ أردناه أن نقول له كن فيكون} (¬4) فلما لم يجز أن يكون قوله مقولا لم يجز أن يخلق إرادته، فلو جاز أن يقول لقوله جاز أن يريد إرادته، وكان قد أراد إرادة، وإرادة بإرادة إلى ما لا نهاية له، وهذا قول فاسد لا يجوز لقائله.

* مسألة [في قوله تعالى: {أردناه}]:

فإن قال قائل: إن قوله تعالى: {أردناه} إرادة، إنما هو فعلناه، قيل له: إن كان معناه إرادة بها أراد إذا كان إنما هو فعل من غير إرادة.

* مسألة [حول العلم والإرادة]:

فإن قال: ما أنكرتم أن الله تعالى لم يكن يريد ثم أراده؟ قيل له: أنكرنا ذلك لأنه لو لم يكن مريدا لكان موصوفا بضد الإرادة من الترك، والأضداد عن الله تعالى منفية.

مخ ۲۶۱