وعن بعض أصحاب جعفر بن محمد (¬1) قال: كنت معه فقلت في كلامي: ما شاء الله وأراد الله وقدر وقضى، إن الله إذا أراد شيئا شاءه، فإذا شاءه قدره، فإذا قدره قضاه، فإذا قضاه أمضاه.
* مسألة [يعذب الله على المقدور لا على القدر، وآثار في الموضوع]:
فإن قال قائل: فما القدر؟ قيل له: هو الخلق. فإن قال: فيعذب على القدر؟ قيل له: لا، إنما يعذب على المقدور. فإن قال: فما الفرق بينهما؟ قيل له: القدر /105/ فعل الله تعالى، والمقدور هو فعل العبد. وكذلك قوله تعالى: {وكان أمر الله قدرا مقدورا} (¬2) ، فالقدر فعله عز وجل، والمقدور فعل خلقه، والمقادير من الله عز وجل.
وقد روي أن النبي j قال: «سيكون في هذه الأمة قوم يعملون بالمعاصي ثم يقولون: هي من الله قضاء وقدر، فإذا لقيتموهم فأعلموهم أني منهم بريء» (¬3) .
وروي أن رجلا قال [لرسول الله] (¬4) j: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، متى يرحم الله عباده ومتى يعذبهم؟ قال: يرحم الله عباده إذا عملوا بالمعاصي فقالوا: هي منا؛ ويعذب الله عباده إذا عملوا بالمعاصي فقالوا: هي من الله قضاء وقدر (¬5) .
فالطاعة والمعصية هما من الله خلق ومن العباد عمل.
مخ ۲۴۷