216

ضیا

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

ژانرونه

إن سأل سائل عن قول الله عز وجل حكاية عن موسى عليه السلام: {رب أرني أنظر إليك...} الآية (¬1) ، قيل له: قد قيل: إن بعض قوم موسى عليه السلام قالوا: {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} (¬2) ، كما أخبر الله تعالى عنهم في كتابه، فلما سألوه ذلك وعظهم وأخبرهم بغلطهم في ذلك وفي سؤالهم ما لا يجوز على الله تعالى، فأبوا أن يقبلوا ذلك منه، وقالوا: {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة}، فأراد موسى عليه السلام أن يأتيهم من قبل الله تعالى جواب يبين لهم به بطلان ما سألوا، ويكون زجرا لهم عن ذلك، وكانوا سألوه أيضا أن يكلمه الله تعالى بحضرتهم حتى يسمعوا كلامه له، فقال لهم: اختاروا منكم سبعين رجلا، فاختاروا واختارهم موسى، وصار بهم إلى الميقات، فلما كلمه الله تعالى بحضرتهم قالوا: سل الله الرؤية لنبين لقومك أنها لا تجوز عليه، ولنزجرهم عن طلبتها، فقال: {رب أرني أنظر إليك}، ومراده في ذلك أن يأتيه الله تعالى بجواب عن هذا الكلام يكون زجرا لبني إسرائيل عن الإقامة على هذا السؤال، وبيانا لهم من قبل الله عز وجل أن ذلك لا يجوز على الله، فقال الله عز وجل: {لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني} (¬3) ، ثم جعل الجبل دكا وهم ينظرون إليه، وأتاهم عند ذلك /95/ بالرجفة وبالصاعقة، فصعق موسى j، وصعق السبعون الذين اختارهم الله، وأدركت الصاعقة الذين سألوا موسى أن يريهم الله جهرة بظلمهم فماتوا، ثم بعثهم الله من بعد موتهم، كما قال الله عز وجل: {ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون} (¬4) .

مخ ۲۲۰