وقال الله عز وجل يصف نفسه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (¬1) فنفى أن يشبهه شيء، وقال تعالى: {هل تعلم له سميا} (¬2) يعني مثلا ونظيرا. وقال عز وجل: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} (¬3) أي: أمثالا وأشباها، واحدهم ند ونديد. قال جرير (¬4) :
أتيما تجعلون إلي ... ندا ... وما تيم لذي حسب ... نديد (¬5)
وقوله تعالى: {وأنتم تعلمون} معناه وأنتم تعلمون أنه لا مثل له عز وجل.
وقال يخبر عن بعض الهالكين يقولون في النار: {تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين} (¬6) فأخبروا أنهم كانوا في ضلال مبين، إذ سووا الخالق بالمخلوقين، وشبهوا القديم بالمحدثين. وقد روي عن النبي j أنه قال: «تفكروا في الخلق، ولا تفكروا في الخالق» (¬7) ، ألا إن التفكر في الخلق يدل على أنه مخلوق، وأن للمخلوق خالقا بائنا من صفات المخلوقين.
مخ ۱۶۴