145

ضیا

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

ژانرونه

فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {إنا نحن نحيي الموتى} (¬1) و{نحن نحيي ونميت} (¬2) ، و{إنا خلقناهم من طين لازب} (¬3) ، /66/ و{إنا من المجرمين منتقمون} (¬4) ، وأمثال ذلك مما في القرآن، وهو سبحانه وتعالى وحده الفاعل لجميع ذلك، لم يشركه في فعله أحد سواه، فكيف يجوز أن يخبر عن نفسه على سبيل الإخبار عن الجميع، وإنما خبره هو عنه وحده؟ قيل له: قد يجوز ذلك في سعة اللغة؛ لأن المخبر قد يجوز أن يذكر الخبر الذي مخرجه مخرج العام ويريد به الخاص، إذا بين المخبر ما أراده من المخصوص، وأن يذكر الخبر الذي مخرجه الخبر الخاص ويريد به العموم، إذا بين المخبر ما أراده من العموم. وذلك موجود في كلام أهل اللغة وفي القرآن، فمن ذلك قوله عز وجل: {يابني إسرآئيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين} (¬5) وهو يعني به عالم أهل زمانهم، ومنه قوله تعالى: {إن الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} (¬6) وهو يعني بهم قوما مخصوصين من الذين كفروا؛ لأن من الكفار من قد آمن بعد ذلك. ومنه قولهم: «من حارب الأبطال قتل»، و«من يلق أبطال الرجال يكلم» (¬7) ؛

مخ ۱۴۹