218

لأبتين مذبحا وأجعل قر

باني فؤادي وما انقضى وطري

إذا خبت ناره وقصت لها

عود المنى فهو غير ذي ثمر

فاقبل فؤادي لحسن وجهك قر

بانا فقد كان خير مدخري

إبراهيم عبد القادر المازني

المقدمة

بقلم صاحب الديوان

الشعر في أصله فن ذاتي يحاول الشاعر أن يرضي نفسه به، ويتعلل ويتلهى، إلا أن هذه الحال التي ليس للشعر فيها إلا غرض ذاتي، ولا غاية إلا الترفيه عن أعصاب الشاعر وإراحته من ثقل الفكرة التي تتحول إلى عاطفة؛ هذه الحال لا وجود لها إلا في العصور الأولى من تاريخ الإنسان، أيام كان يأوي إلى الكهوف والغيران، وينقش على جدرانها صور الحيوان الماثلة في الذهن المتشبثة بأهداب الذاكرة والوجدان؛ أولئك المستوحشون الذين كانوا يزينون كهوفهم بصور الحيوان والأعداء والنساء، ويوقظون الصدى في مخارم الجبال ومنعطفات الأودية بأنغامهم الشاكية الهافية، ويطفئون وقدة الوجد بالرقص في ليالي الربيع على ضوء القمر، ويترجمون عن إحساسهم بظواهر الكون في أغانيهم وأساطيرهم، هؤلاء هم أول - وآخر - من عالج فنا لذاته.

ناپیژندل شوی مخ