(أناس إذا يدعى نزالِ إلى الوغى ... رأيتَهمُ رجلىَ كأنهم ركْبُ)
(من المطرّيينَ الأولى ليس ينجلي ... بغيرهم للدهرِ صِرفٌ ولا كرْبُ)
(جعلتَ نظام المكرمات فلم تدرْ ... رحا سؤددٍ إلاّ وأنت لها قُطبُ)
(إذا افتخرت يومًا ربيعةٌ أقبلتْ ... مجنبتي مجدٍ وأنت لها قلبْ)
ومن أجود ما قيل في قدم الشرف ووضوح النسب قول أبي تمام:
(نَسبٌ كأن عليه من شمس الضّحى ... نورًا ومن فلق الصباح عمودا)
(عريان لا يبكوا دليلٌ من عمًى ... فيه ولا يبغي عليهِ شهودا)
(شرف على أولى الزمان وإنما ... خَلَقُ المناسبِ ما يكون جديدا)
(لو لم تكن من نبعةٍ نجديّة ... علوّية لظننتُ عودك عودا)
(مطرٌ أبوك أبو أهلةً وابل ... ملأ البسيطة عدة وعديدا)
(ورثوا الأبوة والحظوظ فأصبحوا ... جمعوا جدودًا في العلا وجدودا)
(أكفاؤه تلدُ الرجالَ وإنما ... ولد الحتوفُ أساودًا وأسودا)
أخذه السري فقال في المهلبي:
(نسبٌ أضاءَ عمودهُ في رفعه ... كالصبح فيه ترفُّعٌ وضياءُ)
(وشمائلٌ شهدَ العدوُّ بفضلها ... والفضلُ ما شهدت به الأعداء)
وهذا من قول البحتري:
(لا أدعي لأبى العلاء فضيلة ... حتى يسلمها إليها عِداهُ)
وقلت:
(قد نلتَ بالرأي والتمييز منزلةً ... ما نالها أخواك البحر والمطرُ)
(وبالتكرم والأفضال مرتبةً ... لم يُعطها خادماك السيفُ والقدر)
(قالوا أيمطرُ من محل ألمَّ به ... فقلتُ قد تمطر الأنهارُ والغدرُ)
(مالٌ يبددُهُ في جمع مَكرُمةٍ ... فالمجدُ مجتمعٌ والماءُ منتشرُ)
(كروضةٍ أخذت بالغيثِ زُخرُفَها ... فالروضُ منتظمٌ والغيثُ منتشرُ)
1 / 72