(رأيت لعياشٍ خلائفَ لم تكن ... لتكملِ إلاّ في اللباب المهذّبِ)
(له كرمٌ لو كان في الماء لم يَغِض ... وفي البرق ما شامَ امرؤٌ برقُ خلّبِ)
(أخو عَزَماتٍ بذُله بذلُ مُحسنِ ... إلينا ولكن عُذرهُ عُذرُ مذنبِ)
(يَهولُك أن تلقاه في صدرِ مَحْفل ... وفي نحر أعداءٍ وفي قلبِ مَوكبِ)
(وما ضيقُ أخطارِ البلادِ أضاقني ... إليك ولكن مذهبي فيك مذهبي)
(وهذي ثيابُ المدح فاجرر ذيولها ... عليك وهذا مركبُ الحمدِ فاركبِ)
وقد أحسن التنوخي في أبيات له منها:
(وفتية من حِمُيرَ حُمر الظُّبى ... بيض العطايا حينَ يسودُّ الأمل)
(شموسُ مجدٍ في سمواتِ علا ... وأسدُ موتٍ بين غابات أسل)
وقلت:
(ما المجدُ إلاّ سماءٌ أنت كوكبها ... والجود إلاّ غمامٌ أنت سلسله)
(فكل سابقِ قوم أنتَ سابقه ... وكل فاضل حزب أنت تفضله)
(بالعقد تحكمه وبالأمر تبرمُهُ ... والعرض تَمنعهُ والمال تَبذلهُ)
وللمحدثين أبيات بارعة سائرة في المديح منها قول أبي تمام:
(أيامنُا مصقولةٌ أطرافُها ... بك والليالي كلُّها أسحارُ)
مأخوذ من قول عبد الملك بن صالح حدثنا أبو أحمد
أخبرنا الصولي حدثنا شيخ ابن حاتم العكلي حدثنا يعقوب بن جعفر قال لما دخل الرشيد منبج قال لعبد الملك أهذا البلد منزلك قال هو لك ولي بك قال كيف بناؤك فيه قال دون منازل أهلي وفوق منازل غيرهم قال فكيف صفة مدينتك هذه قال هي عذبة الماء باردة الهواء قليلة الأدواء قال كيف ليلها قال سحر كله قال صدقت إنها لطيبة قال لك طابت وبك كملت وأين بها عن الطيب وهي تربة حمراء وسنبلة صفراء وشجرة خضراء فياف فيح بين قيصوم وشيح. فقال الرشيد لجعفر بن يحيى هذا الكلام أحسن من الدر المنظوم فأخذه ابن المعتز فقال:
(يا رُبَّ ليلٍ سَحَرٌ كلُّه ... مفْتضِحُ البدرِ عليلْ النسيمِ)
1 / 70