عند أحمد بن إبراهيم فأنشده رجل:
(أمر مالك قاصرٌ فقره ... على نفسه ومشيعٌ غِناهُ)
فقال أحمد قد جاء مثل هذا كثيرًا فأنشد:
(فتى إذا عدت تميم معًا ... سادتها عدوه بالخنصرِ)
(ألبسه اللَّهُ ثيابَ العلا ... فلم تَطل عنهُ ولم تَقصرِ)
فقال أحمد وقد جاء مثل هذا فأنشد الرجل:
(أعدد ثلاثَ خلالٍ قد عرفنَ له ... هل سَب من أحد أو سُبَّ أو بخلا)
فقال أحمد وقد جاء مثل هذا فغاظني فقلت هات فقال نعم المدح الغريب الذي لم يؤت مثله:
(لله درُ أبي المغيثِ فإنه ... حسنُ الفعالِ ضعيفُ خَبطِ الدرهمِ)
وقريب من هذا قول أبي البحتري
(حتى توهمناه مخروق اليد ...)
وفي خلاف قوله
(فلم تطل عنه ولم تقصر ...)
قول ابن الرومي:
(مدحت سليمان المغلب مدحةً ... تجاوزُ حدَّ الحسنِ لو كان يَشكرُ)
(فعمي عنها ناظراهُ كأنما ... بعوراءِ عيني جدِّه كان ينظرُ)
(سبغت عليه حليةً ليس عيبُها ... سوى أنها ظلت تطول وتقصر)
يهجو سليمان بن عبد الله بن طاهر. وسمعت عم أبي يقول أمدح شئ قيل قول الأول:
(قوم سنان أبوهم حينَ تنسبهم ... طابوا وطابَ من الأولاد ما وَلدوا)
(لو كان يَقعدُ فوقَ الشمسِ من كرمٍ ... قومٌ بعزهم أو مجدهم قعدوا)
(محسَّدون على ما كانَ من نِعمٍ ... لا ينزعُ الله عنهم ماله حُسدوا)
فأخذ جماعة قوله:
(محسَّدون على ما كان من نعم ...)
فصرفوه فيه وحده. ومنها قول أبي تمام:
1 / 45