ومثله قول القاسم بن حنبل رحمه الله تعالى:
(من البيض الوجوهِ بني سِنانٍ ... لو أنك تستضئ بهم أضاؤا)
(لهم شمسُ النهار إذا استقلتْ ... ونورٌ لا يفنيه العماء)
(همُ حلوا من الشرفِ المعلى ... ومن حسب العشيرة حيث شاؤا)
(فلو أنَّ السماءَ دنت لمجد ... ومكرمةُ دنت لهم السماء)
وقالوا أمدح بيت قالته العرب قول الحظيئة:
(متى تأتهِ تَعشو إلى ضوءِ نارهِ ... تجدْ خيرَ نارٍ عندها خيرُ مُوقدِ)
وقالوا أمدح المدح ما يكون بالتفضيل وهو أن يقول فلان خير من فلان وفلان أكرم من فلان، ومن أجود ما جاء في ذلك قول أبي تمام:
(كم من وساعِ الخطو في طلبِ الندى ... لما جرى وجريتُ كنت قطوفا)
(أحسنتما صفدي ولكن كنتَ لي ... مثلَ الربيع حيًّا وكان خريفًا)
(وكلاكما اقتعد العلا فركبتَها ... في الذّروة العليا وكان رديفا)
وقال:
(كواكبُ مجدٍ يعلم المجدُ أنها ... إذا طلعتْ باءت بصفر كواكبُهْ)
وقال ابن الرومي:
(تلوحُ في دولُةِ الأيامِ دولتهم ... كأنها ملةُ الإسلامِ في المللِ)
وقلت:
(نصرتَ على الأعداء فليهنك النصر ... ودانتْ لك الدنيا وذَلَّ لك الدهرُ)
(فأنت كإقبالِ الشبيبة والصبا ... تطيبُ بك الدنيا وينعمرُ العمرُ)
(وليس كرامُ الناسِ إلّا كواكبا ... على صَفْحَتَيْ ليلٍ وأنت لهم بدرُ)
(وفي الناس أجوادٌ كثيرٌ وإنما ... أولئك أثماد وأنت لهم بحرُ)
(فإنْ أظلم الأحداثُ واسودَّ ليلُها ... فهم شفقٌ فيها وأنت بها فجرُ)
1 / 43