وقوله:
(إن القوافي والمساعى لم تزل ... مثل النظام إذا أصاب فريدا)
(هي جوهرٌ نثرٌ فإن ألفته ... بالشعر صار قلائدا وعقودا)
(في كل معترك وكل مقامة ... يأخذنَ منها ذمةً وعهودا)
(فإذا القصائد لم تكن خفراءها ... لم ترضَ منها مَشهدا مشهودا)
(من أجل ذلك كانت العربُ الألى ... يدعون ذلك سؤددا محدودا)
(ونند عندهم العلا الأعلى التي ... جعلت لها مُرَرُ القريض قيودا)
قال وبقى الرجل لا يفيض بكلمة ثم خرج ولم يعد. قوله فند يعني أن خاطره بطئ. وفند هذا مخنث كان بالمدينة مولى لعائشة بنت أبي وقاص، وكانت بعثته ليقتبس نارا فأتى مصر وأقام بها سنة ثم جاء بنار وهو يعدو فعثر فتبدد الجمر فقال تعست العجلة فقالت فيه:
(بعثتك قابسًا فلبثتَ حولا ... متى يأتي غياثُك من تغيث)
وقال الشاعر:
(مارأينا لغراب مَثَلا ... إذ بعثناه لحمل المشمله)
(غير فند أرسلوه قابسًا ... فثوى حولًا وسب العجله)
فتمثلت العرب به فقالت أبطأ من فند. وحداجة رجل يضرب به المثل في السرعة فقيل أسرع من حُداجة. وممن سبق إلى الجواب عن هذا النوع فحظي النضر بن شميل أخبرنا أبو
1 / 9