دیوان معاني
ديوان المعاني
خپرندوی
دار الجيل
د خپرونکي ځای
بيروت
النخع وكانت أمه مهيرة وأم علاثة من النخع، ثم خلا بعامر فقال له أعلى علقمة تفخر أأنت تناوئه أعلى ابن عوف بن الأحوص أعف بن عامر وأحلمه وأسوده وأنت أعور عاقر مشؤوم أما كان لك رأى يزعك عن هذا أكنت تظن أن أحدًا من العرب ينصرك عليه. فلما اجتمعا وحضر الناس للقضاء قال أنتما كركبتي البعير فرجعا راضين والصحيح أنه توارى عنهما ولم يقل شيئًا فيها ولو قال أنتما كركبتي الجمل لقال كل منهما أنا اليمنى فكان الشر حاضرًا. ولقد سأله عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما بعد ذلك لمن كنت حاكمًا لو حكمت؟ فقال أعفني يا أمير المؤمنين فلو قلتها لعادت جذعة فقال عمر صدقت مثلك فليحكم. فارتحلوا عن هرم لما أعياهم نحو عكاظ فلقيهم الأعشى منحدرًا من اليمن وكان لما أرادها قال لعلقمة اعقد لي حبلًا قال أعقد لك من بني عامر قال لا تغني عني قال فمن قيس قال لا قال فما أنا رائدك. فأتى عامر بن الطفيل فأجاره من أهل السماء والأرض، فقيل له كيف تجيره من أهل السماء؟ قال إن مات وديته فقال الأعشى لعامر أظهر انكما حكمتماني ففعل فقام الأعشى فرفع عقيرته في الناس فقال:
(حكمتموهُ فقضي بينكم ... أبلج مثل القمرِ الزاهرِ)
(لا يأخذُ الرشوةَ في حكمه ... ولا يبالي غبنَ الخاسرِ)
(علقمُ ما أنتَ إلى عامرٍ ... الناقض الأوتار والواتر)
(واللامس الخيلَ بخيل إذا ... ثارَ عجاج الكة الثائرِ)
(ساد وألفى رهطه سادةً ... وكابرًا سادوك عن كابرِ)
(وشد القوم على الإبل المائة فعقروها وقالوا ... عامر وذهبت به الغوغاء وجهد)
وجهد علقمة أن يردها فلم يقدر على ذلك فجعل يتهدد الأعشى فقال الأعشى:
(أتاني وعيدُ الحوص من آل جعفرٍ ... فيا عبدَ عمروٍ ولو نهيتَ الأحاوصا)
1 / 172