347

ديوان الشريف الرضي

ديوان الشريف الرضي

ژانرونه

شاعري

كأن الناس بعدك في ظلام، # أو الأيام ألبست الحدادا

وكنت أفدت خلته، ولكن # أفادني الزمان، وما أفادا

فإن لم أبكه قربى تلاقت # مغارسها بكيت له ودادا

يعز علي أن أطويه صفحا، # وأذهب عنه نأيا أو بعادا

تعز، أبا علي، إن خطبا # على العلات يبلغ ما أرادا

هو القدر الذي خبطت يداه # ثمودا، من معاقلها، وعادا (1)

وضعضع كل من حمل العوالي # وأرجل كل من ركب الجيادا

يعري ظهر أكثرنا عديدا، # ويهجم بيت أطولنا عمادا

كذاك الدهر إن أبقى قليلا # أحال على بقيته، وعادا

وبينا المرء يجنيه ثمارا، # إلى أن عاد يخرطه قتادا

وأقرب ما ترى فيه انتقاصا، # إذا ما قيل قد كمل ازديادا

ونعلم أن سيوجرنا مرارا، # بآية أن يلمظنا شهادا (2)

وما تجدي الدموع على فقيد # ولو غسلت من العين السوادا

وكنت مقلدا منها حساما # على الأعداء داهية نآدى (3)

فنافسك الردى في مضربيه، # فبز النصل، واختلع النجادا

فناد اليوم غير أبي شجاع، # وصم أبا شجاع أن ينادى

حدا غير الغمام إليه كوما # تعز على المقاود أن تقادا (4)

نزائع من رياح الغور شبت، # على القلل، البوارق والرعادا

مخضن بهن مخض الوطب حتى # إذا جلجلن أطلقن المزادا (5)

تذوق باللسان والشفة.

مخ ۳۵۱