نضته يد الإعتاب عما سخطته # كما ينتضى العضب الجراز من الغمد (1)
وكنت على ما جره الهجر ممسكا # بحبل وفاء غير منفصم العقد
أمين نواحي السر لم تسر غدرة # ببالي، ولم أحفل بادعية الصد
تلين على مس الإخاء مضاربي، # وإن كنت في الأقوام مستحسن الجد
ولما استمر البين في عدوائه، # تغول عفوي أو ترقى إلى جهدي (2)
أصاحب حسن الظن والشك مقبل # بوجهي إلى حيث استترت عرى الود (3)
إذا اتسعت في خطة الصد فكرتي، # تجللني هم يضيق به جلدي
وإن ناكرتني خلة من خلاله، # تعرض قلبي يفتديها من الحقد (4)
يخال رجال ما رأوا لضلالة، # ولن تستشف الشمس بالأعين الرمد
وكم مظهر سيما الوداد يرونه # حميدا، وما يخفي بعيدا من الحمد
وحوشيت أن ألقاك سبطا تظاهري، # وإن كنت مطويا على باطن جعد (5)
إذا تركت يمنى يديك تعلقي، # فيا ليت شعري من تمسك من بعدي
إيابا، فلم تشرف غلى غاية النوى، # ولم تنأ كل النأي عن سنن القصد
فلا الدر نثرا ليس يدفع حسنه، # وليس كما ضمته ناحية العقد
ولو لم يلاق القدح زندا بمثله # لما انبعثت شهب الشرار من الزند
فقد غاض سخطانا، فهل من صبابة # برأيك؟إني قد تصرم ما عندي
هلم نعد صفو الوداد كما بدا، # إعادة من لم يلف عن ذاك من بد
ونغتنم الأيام، فهي طوائش، # تواتي بلا قصد، وتأبى بلا عمد
ومثلك أهدى أن يقاد إلى الهدى، # وأرشد أن ينحاز عن جهة الرشد
غ
مخ ۳۰۲