298

ديوان الشريف الرضي

ديوان الشريف الرضي

ژانرونه

شاعري

نضته يد الإعتاب عما سخطته # كما ينتضى العضب الجراز من الغمد (1)

وكنت على ما جره الهجر ممسكا # بحبل وفاء غير منفصم العقد

أمين نواحي السر لم تسر غدرة # ببالي، ولم أحفل بادعية الصد

تلين على مس الإخاء مضاربي، # وإن كنت في الأقوام مستحسن الجد

ولما استمر البين في عدوائه، # تغول عفوي أو ترقى إلى جهدي (2)

أصاحب حسن الظن والشك مقبل # بوجهي إلى حيث استترت عرى الود (3)

إذا اتسعت في خطة الصد فكرتي، # تجللني هم يضيق به جلدي

وإن ناكرتني خلة من خلاله، # تعرض قلبي يفتديها من الحقد (4)

يخال رجال ما رأوا لضلالة، # ولن تستشف الشمس بالأعين الرمد

وكم مظهر سيما الوداد يرونه # حميدا، وما يخفي بعيدا من الحمد

وحوشيت أن ألقاك سبطا تظاهري، # وإن كنت مطويا على باطن جعد (5)

إذا تركت يمنى يديك تعلقي، # فيا ليت شعري من تمسك من بعدي

إيابا، فلم تشرف غلى غاية النوى، # ولم تنأ كل النأي عن سنن القصد

فلا الدر نثرا ليس يدفع حسنه، # وليس كما ضمته ناحية العقد

ولو لم يلاق القدح زندا بمثله # لما انبعثت شهب الشرار من الزند

فقد غاض سخطانا، فهل من صبابة # برأيك؟إني قد تصرم ما عندي

هلم نعد صفو الوداد كما بدا، # إعادة من لم يلف عن ذاك من بد

ونغتنم الأيام، فهي طوائش، # تواتي بلا قصد، وتأبى بلا عمد

ومثلك أهدى أن يقاد إلى الهدى، # وأرشد أن ينحاز عن جهة الرشد

غ

مخ ۳۰۲