كم أضاء البرق لي من معهد # ذاب دمع العين فيه وجمد (1)
ومغان أنبت الحسن بها # هيفا ترعاه عيني ، وغيد
كلما عاود قلبي ذكرها، # لعب الدمع بجفني، وجد
إن ريم السرب أدنى لي الجوى، # ونأى بالصبر عني والجلد (2)
بندى غصنين غصن ونقا، # وجنى عذبين شهد وبرد (3)
قل لزور الشيب: أهلا!إنه # أخذ الغي وأعطاني الرشد
طارق قوم عودي بالنهى، # بعد ما استغمز من طول الأود (4)
وقر اليوم جموحا رأسه، # جار ما جار طويلا وقصد (5)
ظل لماع جلاه بارح، # بعد ما أبرق حينا، ورعد
لا تعد العيش شيئا، إنه # نفس يقضي، وأيام تعد
إنما الأيام يوم واحد، # وغرور اسمه اليوم وغد
يا قوام الدين مليت بها # دولة تجري إلى غير أمد
كسقاط النار أورى قدحه، # كلما فر عن النار وقد (6)
أصلها يطلب أعماق الثرى، # وذراها يطلب النجم صعد
كلما زاد علوا فرعها، # زاد مسراها قرارا ووطد
كيف نوهي طنبا من بيتها، # نوب الأيام والجد وتد
أنت آسيها، إذا لج بها # من أعاديها رداع وضمد (7)
مخ ۲۶۰