230

ديوان الشريف الرضي

ديوان الشريف الرضي

ژانرونه

شاعري

إن عاينوا نعمة ماتوا بها كمدا؛ # وإن رأوا غمة طاروا بها فرحا

أوهت أكفهم بيني وبينهم # فتقا بغير العوالي قل ما نصحا (1)

نالوا المعالي، ولم تعرق جباههم # فيها لغوبا، وما نال الذي كدحا (2)

سائل عن الطود لم خفت قواعده # وكان إن مال مقدار به رجحا

قد جربوه، فما لانت شكيمته، # وحملوه فما أعيا ولا رزحا

رموا به الغرض الأقصى، فشافهه، # مر القطامي جلى بعد ما لمحا (3)

من العراق إلى أجبال خرمة؛ # يا بعده منبذا عنا ومطرحا (4)

ليس الملوم الذي شد اليدين به، # بل الملوم المرزى من به سمحا

هو الحسام، فمن تعلق يداه به # يضمم على الصفقة العظمى وقد ربحا

إن أغمدوه فلم تغمد فضائله # ولا نأى ذكره الداني، وقد نزحا

أهدى السلام إليك الله ما حملت # غوارب الإبل الغادين والروحا

ولا أغب بلادا أنت ساكنها # مسرى نسيم يميط الداء إن نفحا

أغدو على سبل الأنواء مشترطا # سقياك في البلد النائي ومقترحا

أفردت للهم صدرا منك متسعا # على الهموم، وقلبا منك منشرحا

كساهم البهمة الدهماء عجزهم، # والعزم ألبسك التحجيل والفرحا (5)

عل الليالي أن تثنى بعاطفة، # فيستقيل زمان بعد ما اجترحا

كما رمى الداء عضوا بعد صحته # كذا إذا التاث عضو ربما اصطلحا (6)

فكم تلاحك باب الخطب ثم رمي # بقارع من يمين الله، فانفتحا (7)

مخ ۲۳۴