قنعت
(الطويل)
هل الطرف يعطي نظرة من حبيبه، # أم القلب يلقى راحة من وجيبه (1)
وهل لليالي عطفة بعد نفرة، # تعود فتلهي ناظرا عن غروبه
ولله أيام عفون كما عفا # ذوائب مياس العرار رطيبه (2)
أحن إلى نور الربى في بطاحه، # وأظما إلى ريا اللوى في هبوبه (3)
وذاك الحمى يغدو عليلا نسيمه # ويمسي صحيحا ماؤه في قليبه (4)
حببت لقلبي ظله في هجيره # إذا ما دجا أو شمسه في ضريبه (5)
وعهدي بذاك الظبي إبان زرته، # رعاني، ولم يحفل بعيني رقيبه
وحكم ثغري في إناء رضابه، # وأدنى جوادي من إناء حليبه
هو الشوق مدلولا على مقتل الفتى # إذا لم يعد قلبا بلقيا حبيبه
تهيرني تلويح وجهي، وإنما # غضارته مدفونة في شحوبه
فرب شقاء قد نعمنا بمره، # ورب نعيم قد شقينا بطيبه
ولو لا بواقي نائبات من الردى # غفرت لهذا الدهر ماضي ذنوبه
وإني لعرفان الزمان وغدره # أبيت وما لي فكرة في خطوبه (6)
وأصبح لا مستعظما لعظيمه # بقلبي، ولا مستعجبا لعجيبه
يغم الفتى ذكر المشيب، وربما # ليلقى انقضاء العمر قبل مشيبه
مخ ۱۳۰