البحر : رجز تام 1
الحب حيث المعشر الأعداء
والصبر حيث الكلة السيراء
2
ما للمهارى الناجيات كانها
حتم عليها البين والعدواء
3
ليس العجيب بأن يبارين الصبا
والعذل في أسماعهن حداء
4
تدنو منال يد المحب وفوقها
شمس الظهيرة خدرها الجوزاء
5
بانت مودعة فجيد معرض
يوم الوداع ونظرة شزراء
6
وغدت ممنعة القباب كأنها
بين الحجال فريدة عصماء
7
حجبت ويحجب طيفها فكأنما
منهم على لحظاتها رقباء
8
ما بانة الوادي تثنى خوطها
لكنها اليزنية السمراء
9
لم يبق طرف أجرد إلا أتى
من دونهاوطمرة جرداء
10
ومفاضة مسرودة وكتيبة
ملمومة وعجاجة شهباء
11
مخ ۱
ماذا أسائل عن مغاني أهلها
وضميري المأهول وهي خلاء
12
لله إحدى الدوح فاردة ولا
لله محنية ولا جرعاء
13
بانت تثنى لا الرياح تهزها
دوني ولا أنفاسي الصعداء
14
فكأنما كانت تذكر بينكم
فتميد في أعطافها البرحاء
15
كل يهيج هواك إما أيكة
خضراء أو أيكة ورقاء
16
فانظر ! أنار باللوى أم بارق
متألق أم راية حمراء
17
بالغور تخبو تارة ويشبها
تحت الدجنة مندل وكباء
18
ذم الليالي بعد ليلتنا التي
سلفت كما ذم الفراق لقاء
19
لبست بياض الصبح حتى خلتها
فيه نجاشيا عليه قباء
20
حتى بدت والبدر في سربالها
فكأنها خيفانة صدراء
21
مخ ۲
ثم انتحى فيها الصديع فأدبرت
فكأنها وحشية عفراء
22
طويت لي الأيام فوق مكايد
ما تنطوي لي فوقها الأعداء
23
ما كان أحسن من أياديها التي
توليك إلا أنها حسناء
24
ما تحسن الدنيا تديم نعيمها
فهي الصناع وكفها الخرقاء
25
تشأى النجاز علي وهي بفتكها
ضرغامة وبلونها حرباء
26
إن المكارم كن سربا رائدا
حتى كنسن كأنهن ظباء
27
وطفقت أسأل عن أغر محجل
فإذا الأنام جبلة دهماء
28
حتى دفعت إلى المعز خليفة
فعملت أن المطلب الخلفاء
29
جود كأن اليم فيه نفاثة
و كأنما الدنياعليه غثاء
30
مخ ۳
ملك إذا نطقت علاه بمدحه
خرس الوفود وأفحم الخطباء
31
هو علة الدنيا ومن خلقت له
و لعلة ما كانت الأشياء
32
من صفو ماء الوحي وهو مجاجة
من حوضه الينبوع وهو شفاء
33
من أيكة الفردوس حيث تفتقت
ثمراتها وتفيأ الأفياء
34
من شعلة القبس التي عرضت على
موسى وقد حارت به الظلماء
35
من معدن التقديس وهو سلالة
من جوهر الملكوت وهو ضياء
36
من حيث يقتبس النهار لمبصر
و تشق عن مكنونها الانباء
37
فتيقظوا من غفلة وتنبهوا
ما بالصباح عن العيون خفاء
38
ليست سماء الله ما ترأونها
لكن أرضا تحتويه سماء
39
أما كواكبها له فخواضع
تخفي السجود ويظهر الإيماء
40
مخ ۴
و الشمس ترجع عن سناه جفونها
فكأنها مطروفة مرهاء
41
هذا الشفيع لأمة يأتي بها
وجدوده لجدودها شفعاء
42
هذا أمين الله بين عباده
و بلاده إن عدت الأمناء
43
هذا الذي عطفت عليه مكة
وشعابهاو الركن والبطحاء
44
هذا الأغر الأزهر المتألق الم
تدفق المتبلج الوضاء
45
فعليه من سيما النبي دلالة
وعليه من نور الإله بهاء
46
ورث المقيم بيثرب فالمنبر ال
أعلى له والترعة العلياء
47
والخطبة الزهراء فيها الحكمة ال
غراء فيها الحجة البيضاء
48
للناس إجماع على تفضيله
حتى استوى اللؤماء والكرماء
49
واللكن والفصحاء والبعداء وال
قرباء والخصماء والشهداء
50
مخ ۵
ضراب هام الروم منتقما وفي
أعناقهم من جوده أعباء
51
تجري أياديه التي أولاهم
فكأنها بين الدماء دماء
52
لولا انبعاث السيف وهو مسلط
في قتلهم قتلتهم النعماء
53
كانت ملوك الأعجمين أعزة
فأذلها ذو العزة الأباء
54
لن تصغر العظماء في سلطانهم
إلا إذا دلفت لها العظماء
55
جهل البطارق أنه الملك الذي
أوصى البنين بسلمه الآباء
56
حتى رأى جهالهم من عزمه
غب الذي شهدت به العلماء
57
فتقاصروا من بعدما حكم الردى
و مضى الوعيد وشبت الهيجاء
58
والسيل ليس يحيد عن مستنه ،
و السهم لا يدلى به غلواء
59
لم يشركوا في أنه خير الورى
ولذي البرية عندهم شركاء
60
مخ ۶
و إذا أقر المشركون بفضله
قسرا فما أدراك ما الخنفاء
61
في الله يسري جوده وجنوده
و عديده والعزم والآراء
62
أوما ترى دول الملوك تطيعه
فكأنها خول له وإماء
63
نزلت ملائكة السماء بنصره
وأطاعه الإصباح والإمساء
64
والفلك والفلك المدار وسعده
والغزو في الدأماء والدأماء
65
والدهر والأيام في تصريفها
والناس والخضراء والغبراء
66
أين المفر ولا مفر لهارب
و لك البسيطان الثرى والماء
67
ولك الجواري المنشآت مواخرا
تجري بأمرك والرياح رخاء
68
و الحاملات وكلها محمولة
والناتجات وكلها عذراء
69
و الأعوجيات التي إن سوبقت
سبقت وجري المذكيات غلاء
70
الطائرات السابحات السابقا
ت الناجيات إذا أستحث نجاء
71
مخ ۷
فالبأس في حمس الوغى لكماتها
والكبرياء لهن والخيلاء
72
لا يصدرون نحورها يوم الوغى
إلا كما صبغ الخدود حياء
73
شم العوالي والأنوف تبسموا
تحت القنوس فأظلموا وأضاءوا
74
لبسوا الحديد على الحديد مظاهرا
حتى اليلامق والدروع سواء
75
و تقنعوا الفولاذ حتى المقلة النج
لاء فيها المقلة الخوصاء
76
فكأنما فوق الأكف بوارق
وكأنما فوق المتون إضاء
77
من كل مسرود الدخارص فوقه
حبك ومصقول عليه هباء
78
وتعانقوا حتى ردينياتهم
عطشى وبيضهم الرقاق رواء
79
أعززت دين الله يا ابن نبيه
فاليوم فيه تخمط وإباء
80
فأقل حظ العرب منك سعادة
وأقل حظ الروم منك شقاء
81
مخ ۸
فإذا بعثت الجيش فهو منية
وإذا رأيت الرأي فهو قضاء
82
يكسو نداك الروض قبل أوانه
و تحيد عنك اللزابة اللأواء
83
وصفات ذاتك منك يأخذها الورى
في المكرمات فكلها أسماء
84
قد جالت الأوهام فيك فدقت ال
أفكار عنك فجلت الآلاء
85
فعنت لك الابصار وانقاذت لك
الاقدار واستحيت لك الانواء
86
و تجمعت فيك القلوب على الرضى
و شيعت في حبك الأهواء
87
أنت الذي فصل الخطاب وإنما
بك حكمت في مدحك الشعراء
88
وأخص منزلة من الشعراء في
أمثالها المضروبة الحكماء
89
أخذوا الكلام كثيره وقليله
قسمين : ذا داء وذاك دواء
90
دانوا بأن مديحهم لك طاعة
فرض فليس لهم عليك جزاء
91
مخ ۹
فاسلم إذا راب البرية حادث
و اخلد إذا عم النفوس فناء
92
يفديك شهر صيامنا وقيامنا
ثم الشهور له بذاك فداء
93
فيه تنزل كل وحي منزل
فلأهل بيت الوحي فيه ثناء
94
فتطول فيه أكف آل محمد
وتغل فيه عن الندى الطلقاء
95
ما زلت تقضي فرضه وأمامه
ووراءه لك نائل وحباء
96
حسبي بمدحك فيه ذخرا إنه
للنسك عند الناسكين كفاء
97
هيهات منا شكر ما تولي ولو
شكرتك قبل الألسن الأعضاء
98
و الله في علياك أصدق قائل
فكأن قول القافلين هذاء
99
مخ ۱۰
لا تسألن عن الزمان فإنه
في راحتيك يدور كيف تشاء
البحر : كامل تام 1
يا رب كل كتيبة شهباء
ومآب كل قصيدة غراء
2
يا ليث كل عرينة يا بدر كل
دجنة يا شمس كل ضحاء
3
يا تارك الجبار يعثر نحره
في قصدة اليزنية السمراء
4
ذو الضربة النجلاء إثر الطعنة ال
سلكاء والمخلوجة الحرقاء
5
فالنظرة الخزراء تحت اللامة ال
بيضاء تحت الراية الحمراء
6
أهد السلام إلى الكؤوس فطالما
حثثتها صرفا إلى الندماء
7
فشربتها ممزوجة بصنائع
و شربتها ممزوجة بدماء
8
حاشيت قدرك من زيارة مجلس
ولو أن فيه كواكب الجوزاء
9
إنا اجتمعنا في الندي عصابة
تثني عليك بألسن النعماء
10
مخ ۱۱
أرواحها لك والجسوم وإنما
أنفاسها من فطنة وذكاء
11
إن الذي جمع العلى لك كلها
ألقى إليك مقالد الشعراء
مخ ۱۲
البحر : متقارب تام 1
تقدم خطى أو تأخر خطى
فإن الشباب مشى القهقرى
2
و كان مليا بغدر الحياة
و أعجب من غدره لو وفى
3
وما كان إلا خيالا ألم
ومزنا تسرى وبرقا شرى
4
لبست رداء المشيب الجديد
و لكنها جدة للبلى
5
فأكديت لما بلغت المدى
وعريت لما لبست النهى
6
فإن أك فارقت طيب الحياة
حميدا وودعت عصر الصبى
7
فقد أطرق الحي بعد الهدوء
تصل أسنتهم والظبى
8
فألهو على رقبة الكاشحين
بمفعمة السوق خرس البرى
9
بسود الغدائر حمر الخدود
بيض الترائب لعس اللثى
10
و قد أهبط الغيث غض الجم
يم غض الأسرة غض الندى
11
مخ ۱۳
كأن المجامر أذكينه
أو اغتبق الخمر حتى انتشى
12
فقدنا إلى الوحش أشباهها
ورعنا المها فوق مثل المها
13
صنعنا لها كل رخو العنان
رحيب اللبان سليم الشظى
14
يرد إلى بسطة في الإهاب
إذا ما اشتكى شنجا في النسا
15
كأن قطا فوق أكفالها
إذا ما سرين يثرن القطا
16
عواري النواهق شوس العيون
ظماء المفاصل قب الكلى
17
تدير لطحر القذى أعينا
ترى ظل فرسانها في الدجى
18
و تحسب أطراف آذانها
يراعا برين لها بالمدى
19
فهن مؤللة حشرة
منددة لخفي الصدى
20
تكاد تحس اختلاج الظنو
ن بين الضلوع وبين الحشى
21
مخ ۱۴
و تعلم نجوى قلوب العدى
و سر الأحبة يوم النوى
22
فأبعد ميدانها خطوة ؛
وأقرب ما في خطاها المدى
23
ومن رفقهاأنها لا تحس
ومن عدوها أمها لا ترى
24
جرين ، من السبق ، في حلبة ،
إذا ما جرى البرق فيها كبا
25
إذا أنت عددت ما يمتطى
و قايست بين ذوات الشوى
26
فهن نفائس ما يستفاد
و هن كرائم ما يقتنى
27
ديار الأعزة ، لكنها
مكرمة عن مشيد البنا
28
ومن أجل ذلك ، لا غيره ،
رأى الغنوي بها ما رأى
29
وكان يجيد صفات الجياد ،
وإن بها اليوم عنه غنى
30
مخ ۱۵
أليس لها بالإمام المعز
من الفخر ، لو فخرت ما كفى
31
هو استن تفضيلها للملوك
و أبقى لها أثرا في العلى
32
ولما تخير أنسابها ،
تخير أسماءها والكنى
33
وليس لها ، من مقاصيره ،
سوى الأطم الشاهق المبتنى
34
و حق لذي ميعة يغتدي
به مستقلا إذا ما اغتدى
35
تكون من القدس حوباؤه
ونقبته من رداء الضحى
36
و يعدو وقونسه كوكب
وسنبكه من أديم الصفا
37
و كان إذا شاء حفت به
كتائبه فملأن الملا
38
كما استجفل الرمل من عالج
فجاء الخبار وجاء النقا
39
وذي تدرإ كفه بالطعا
ن أسمح من حاتم بالقرى
40
وطئن مفارقه في الصعيد
وعفرن لمته في الثرى
41
مخ ۱۶
عليها المغاوير في السابغات
ترقرق مثل متون الأضا
42
حتوف تلهى بأمثالها
و أسد تغذ بأسد الشرى
43
تبختر عصفر من دم
و تخطر في لبد من قنا
44
وقال الأعادي أأسيافهم
أم النار مضرمة تصطلى
45
رأوا سرجا ثم لم يعلموا
أهندية قضب أم لظى
46
و متقدات تذيب الشلي
ل من فوق لابسه في الوغى
47
من اللاء تأكل أغمادها
وتلفح منهن جمر الغضا
48
تطيع إماما أطاع الإله
فقلده الحكم فيما برى
49
وكائن تبيت له عزمة
مضرضجة بدماء العدى
50
مخ ۱۷
فيعفو القضاء إذا ما عفا
و تسطو المنون إذا ما سطا
51
له هذه وله هذه
فسجل حياة وسجل ردى
52
و أهون علينا بسخط الزمان
إذا ما رآنا بعين الرضى
53
علي له جهد نفسي الشكور
وإن قصرت عن بلوغ المدى
54
وشرفني مدحه في البلاد
فآنس عنسي بطول السرى
55
أسير خطيبا بآلائه
فأنضي المطايا وأنضي الفلا
56
فلو أن للنجم من أفقه
مكاني من مدحه ما خبا
57
ولو لم أكن أنطق المادحين
لأنطقني بالسدى والندى
58
وما خلفه من حطيم يزار
ولا دونه من مدى ينتهى
59
هو الوارث الأرض عن أبوين
أب مصطفى وأب مرتضى
60
و ما لامرئ معه سهمة
تعد ولا شركة تدعى
61
مخ ۱۸
فما لقريش وميراثكم
و قد فرغ الله مما قضى
62
لكم طور سيناء من فوقهم
و ما لهم فيه من مرتقى
63
بمكة سمى الطليق الطليق
ففرق بين القصا والدنى
64
شهيدي على ذاك حكم النبي
بين المقام وبين الصفا
65
وإن كان يجمعكم غالب
فإن الوشائظ غير الذرى
66
ألا إن حقا دعوتم إليه
هو الحق ليس به من خفا
67
لآدم من سركم موضع
به استوجب العفو لما عصى
68
فيومكم مثل دهر الملوك
وطفلكم مثل كهل الورى
69
يلاحظ قبل الثلاث اللواء
ويضرب قبل الثمان الطلى
70
عجبت لقوم أضلوا السبيل
و قد بين الله سبل الهدى
71
مخ ۱۹
فما عرفوا الحق لما استبان
و لا أبصروا الفجر لما بدا
72
ألا أيها المعشر النائمون !
أجدكم لم تقضوا الكرى
73
أفيقوا فما هي إلا اثنتان
إما الرشاد وإما العمى
74
و ما خفي الرشد لكنما
أضل الحلوم اتباع الهوى
75
وما خلقت عبثا أمة
و لا ترك الله قوما سدى
76
لكل بني أحمد فضله
و لكنك الواحد المجتبى
77
إذا ما طويت على عزمة
فحسبك أن لا تحل الحبى
78
و ما لا يرى من جنود السما
ء حولك أكثر مما يرى
79
ليعرفك من أنت منجاته
إذا ما اتقى الله حق التقى
80
كأن الهدى لم يكن كائنا
إلى أن دعيت معز الهدى
81
مخ ۲۰