البحر : كامل تام ( حدث حديث فتاة حي مرة
بالجزع بين أذاخر وحراء
قالت لجارتها عشاء ، إذ رأت
نزه المكان وغيبة الأعداء
في روضة يممنها مولية
ميثاء رابية بعيد سماء
في ظل دانية الغصون وريقة
نبتت بأبطح طيب الثرياء
وكأن ريقتها صبير غمامة
بردت على صحو بعيد ضحاء :
ليت المغيري العشية أسعفت
دار به ، لتقارب الأهواء
إذ غاب عنا من نخاف ، وطاوعت
أرض لنا بلذاذة وخلاء
قلت : اركبوا نزر التي زعمت لنا
أن لا نباليها كبير بلاء
بينا كذلك ، إذ عجاجة موكب ،
رفعوا ذميل العيس بالصحراء
قالت لجارتها نظري ها ، من أولى
وتأملي من راكب الأدماء ؟
مخ ۱
قالت أبو الخطاب أعرف زيه
وركوبه لا شك غير خفاء
قالت وهل قالت نعم ف ستبشري
ممن يحب لقيه ، بلقاء
قالت : لقد جاءت ، إذا ، أمنيتي ،
في غير تكلفة وغير عناء
ما كنت أرجو أن يلم بأرضنا
إلا تمنيه ، كبير رجاء
فإذا المنى قد قربت بلقائه ،
وأجاب في سر لنا وخلاء
لما تواقفنا وحييناهما ،
ردت تحيتنا على ستحياء
قلن : انزلوا فتيمموا لمطيكم
غيبا تغيبه إلى الإماء
مخ ۲
البحر : خفيف تام
يا قضاة العباد إن عليكم
في تقى ربكم وعدل القضاء
أن تجيزوا وتشهدوا لنساء ،
وتردوا شهادة لنساء
فانظروا كل ذات بوص رداح ،
فأجيزوا شهادة العجزاء
وارفضوا الرسح في الشهادة رفضا
لا تجيزوا شهادة الرسحاء
ليت للرسح قرية هن فيها ،
ما دعا الله مسلم بدعاء
ليس فيها خلاطهن سواهن ،
بأرض بعيدة وخلاء
عجل الله قطهن ، وأبقى
كل خود خريدة قباء
تعقد المرط فوق دعص من
الرمل عريض قد حف بالأنقاء
ولحى الله كل عفلاء زلاء ،
عبوسا قد آذنت بالبذاء
صرصر سلفع رضيعة غول ،
لم تزل في شصيبة وشقاء
مخ ۳
وبنفسي ذوات خلق عميم ،
هن أهل البها وأهل الحياء
قاطنات دور البلاط كرام
لسن ممن يزور في الظلماء
مخ ۴
البحر : مجزوء الرمل
مر بي سرب ظباء
رائحات من قباء
زمرا نحو المصلى
مسرعات في خلاء
فتعرضت ، وألقيت
جلابيب الحياء
وقديما كان عهدي ،
وفتوني بالنساء
مخ ۵
البحر : خفيف تام
صرمت حبلك البغوم ، وصدت
عنك ، في غير ريبة ، أسماء
ولغواني إذا رأينك كهلا
كان فيهن عن هواك التواء
حبذا أنت يا بغوم وأسما
ء ، وعيص يكننا وخلاء
ولقد قلت ليلة الجزل لما
أخضلت ريطتي علي السماء :
ليت شعري وهل يردن ليت ،
هل لهذا عند الرباب جزاء ؟
كل وصل أمسى لدي لأنثى
غيرها ، وصلها إليها أداء
كل أنثى وإن دنت لوصال ،
أو نأت ، فهي للرباب فداء
فعدي نائلا ، وإن لم تنيلي ،
إنما ينفع المحب الرجاء
مخ ۶
البحر : خفيف تام
راح صحبي ، وعاود القلب داء
من حبيب طلابه لي عناء
حسن الرأي والمواعيد لا يلفى لشي
ء مما يقول وفاء
من تعزى عمن يحب ، فإني
ليس لي ما حييت عنه عزاء
مخ ۷
البحر : مجزوء الخفيف
حييا أم يعمرا
قبل شحط من النوى
قلت : لا تعجلوا الرواح
فقالوا : ألا بلى
أجمع الحي رحلة ،
ففؤادي كذي الأسى
مخ ۸
البحر : كامل تام
ولقد دخلت الحي يخشى أهله ،
بعد الهدوء وبعدما سقط الندى
فوجدت فيه حرة قد زينت
بالحلي تحسبه بها جمر الغضا
لما دخلت منحت طرفي غيرها
عمدا مخافة أن يرى ريع الهوى
كيما يقول محدث لجليسه :
كذبوا عليها ، والذي سمك العلى !
قالت لأتراب نواعم حولها
بيض الوجوه خرائد مثل الدمى :
ب لله رب محمد ، حدثنني
حقا أما تعجبن من هذا الفتى
الداخل البيت الشديد حجابه ،
في غير ميعاد ، اما يخشى الردى ؟
فأجبتها إن المحب معود
بلقاء من يهوى ، وإن خاف العدى
فنعمت بالا إذ دخلت عليهم
وسقطت منها حيث جئت على هوى
بيضاء مثل الشمس حين طلوعها
موسومة بالحسن ، تعجب من رأى
مخ ۹
البحر : طويل
وكم من قتيل لا يباء به دم ،
ومن غلق رهنا ، إذا ضمه منى
ومن مالىء عينيه من شيء غيره ،
إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
يسحبن أذيال المروط بأسواق
خدال ، وأعجاز مآكمها روى
أوانس يسلبن الحليم فؤاده
فيا طول ما شوق ويا حسن مجتلى !
مع الليل قصرا رميها بأكفها
ثلاث أسابيع تعد من الحصى
فلم أر كالتجمير منظر ناظر ،
ولا كليالي الحج أفلتن ذا هوى
مخ ۱۰
البحر : طويل
ذكرتك يوم القصر قصر ابن عامر
بخم ، وهاجت عبرة العين تسكب
فظلت وظلت أينق برحالها
ضوامر ، يستأنين أيان أركب
أحدث نفسي والأحاديث جمة ،
وأكبر همي والأحاديث زينب
إذا طلعت شمس النهار ذكرتها ،
وأحدث ذكراها إذا الشمس تغرب
وإن لها ، دون النساء ، لصحبتي
وحفظي والأشعار ، حين أشبب
وإن الذي يبغي رضاي بذكرها
إلي ، وإعجابي بها ، يتحبب
إذا خلجت عيني أقول لعلها
لرؤيتها تهتاج عيني وتضرب
إذا خدرت رجلي أبوح بذكرها ،
ليذهب عن رجلي الخدور فيذهب
مخ ۱۱
البحر : وافر تام
ألم تربع على الطلل المريب ،
عفا بين المحصب فالطلوب
بمكة دارسا درجت عليه ،
خلاف الحي ، ذيل صبا دؤوب
فأقفر غير منتضد ونؤي ،
أجد الشوق للقلب الطروب
كأن الربع ألبس عبقريا
من الجندي أو بز الجروب
كأن مقص رامسة عليه
مع الحدثان ، سطر في عسيب
لنعم إذ تعاوده هيام
به أعيا على الحاوي الطبيب
لعمرك ، إنني ، من دين نعم ،
لكالداعي إلى غير المجيب
وما نعم ولو علقت نعما
بجازية النوال ، ولا مثيب
وما تجزي بقرض الود نعم
ولا تعد النوال إلى قريب
إذا نعم نأت بعدت ، وتعدو
عواد أن تزار مع الرقيب
مخ ۱۲
وإن شطت بها دار تعيا
عليه أمره ، بال الغريب
أسميها لتكتم باسم نعم
ويبدي القلب عن شخص حبيب
وأكتم ما أسميها وتبدو
شواكله لذي اللب الأريب
فإما تعرضي عنا وتعدي
بقول مماذق ملق كذوب
فكم من ناصح في آل نعم
عصيت وذي ملاطفة نسيب
فهلا تسألي أفناء سعد
وقد تبدو التجارب للبيب
سبقنا بالمكارم ، واستبحنا
قرى ما بين مأرب فالدروب
بكل قياد سلهبة سبوح
وسامي الطرف ذي حضر نجيب
ونحن فوارس الهيجا إذا ما
رئيس القوم أجمع للهروب
نقيم على الخطوب فلن ترانا
نشل نخاف عاقبة الخطوب
مخ ۱۳
ويمنع سربنا في الحرب شم
مصاليت ، مساعر للحروب
ويأمن جارنا فينا وتلقى
فواضلنا بمحتفظ خصيب
ونعلم أننا سنبيد يوما ،
كما قد باد من عدد الشعوب
فنجتنب المقاذع حيث كانت
ونكتسب العلاء مع الكسوب
ولو سئلت بنا البطحاء ، قالت :
هم أهل الفواضل والسيوب
ويشرق بطن مكة حين نضحي
به ومناخ واجبة الجنوب
وأشعث إن دعوت ، أجاب وهنا ،
على طول الكرى وعلى الدؤوب
وكان وساده أحناء رحل
على أصلاب ذعلبة هبوب
أقيم به سواد الليل نصا ،
إذا حب الرقاد على الهيوب
مخ ۱۴
البحر : كامل تام
لبس الظلام إليك مكتتما
خفرا لحاجة آلف صب
لمعت بأطراف البنان لنا
إنا نحاذر أعين الركب
إرجع وردد طرف تابعنا
حتى يجدد دارس الحب
فإذا شخوص كنت أعرفها
في المسك والأكباش والعصب
تمشي الضراء على بهينتها
تبدو غضاضتها من الإتب
قالت امامة يوم زورتها ،
قول المؤارب غير ذي عتب :
هذا الذي لج البعاد به ،
ما كان عن رأي ولا لب
باع الصديق بود غائبة
بالشام ، في متمنع صعب
لا تهلكيني في عذابكم ،
فالله يعلم غائب القلب
مخ ۱۵
البحر : خفيف تام
حن قلبي من بعد ما قد أنابا ،
ودعا الهم شجوه فأجابا
فاستثار المنسي من لوعة الح
ب ، وأبدى الهموم والأوصابا
ذاك من منزل لسلمى خلاء
لابس من عفائه جلبابا
أعقبته ريح الدبور ، فما تنف
ك منه اخرى تسوق سحابا
ظلت فيه ، والركب حولي وقوف ،
طمعا أن يرد ربع جوابا
ثانيا من زمام وجناء حرف ،
عاتك ، لونها يخال خضابا
ترجع الصوت بالبغام إلى جو
ف تناغي به الشعاب الرغابا
جدها الفالج الأشم أبو البخ
ت وخالاتها انتخبن عرابا
مخ ۱۶
البحر : خفيف تام
ذكر القلب ذكرة أم زيد
والمطايا بالسهب سهب الركاب
فاستجن الفؤاد شوقا وهاج الش
وق حزنا لقلبك المطراب
وبذي الأثل من دوين تبوك
أقتنا ، وليلة الأخراب
وبعمان طاف منها خيال ،
قلت أهلا بطيفها المنتاب
هجرته وقربته بوعد ،
وتجنى لهجرتي واجتنابي
فلقد أخرج الأوانس كالح
و، بعيد الكرى أما القباب
ثم ألهو بنسوة خفرات
بدن الخلق ، ردح ، أتراب
بت في نعمة وباتت وسادي
ثني كف حديثة بخضاب
ثم قمنا لما تجلى لنا الصب
ح ، نعفي آثارنا بالتراب
مخ ۱۷
البحر : مجزوء الكامل
حي الرباب ، وتربها
أسماء ، قبل ذهابها
إرجع إليها بالذي
قالت برجع جوابها
عرضت علينا خطة
مشروقة برضابها
وتدللت عند العتا
ب فمرحبا بعتابها
تبدي مواعد جمة ،
وتضن عند ثوابها
ما نلتقي إلا إذا
نزلت منى بقبابها
في النفر أو في ليلة التح
صيب عند حصابها
أزجر فؤادك إن نأت
وتعز عن تطلابها
واشعر فؤادك سلوة
عنها وعن أترابها
وغريرة رؤد الشبا
ب النسك من أقرابها
مخ ۱۸
حدثتها فصدقتها
وكذبتها بكذابها
وبعثت كاتمة الحدي
ث رفيقة بخطابها
وحشية إنسية
خراجة من بابها
فرقت ، فسهلت المعا
رض من سبيل نقابها
مخ ۱۹
البحر : مجزوء الخفيف
منع النوم ذكره
من حبيب مجانب
بعدما قيل قد صحا
عن طلاب الحبائب
وبدا يوم أعرضت
صفح خد وحاجب
صادت القلب إذ رمت
ذات يوم المناصب
يوم قالت لنسوة
من لؤي بن غالب
وآنسات عقائل
كالظباء الربائب :
قمن عنه يقل بحا
جته أو يعاتب
فتولى نواعم
مثقلات الحقائب
فتأطرن ساعة ،
في مناخ الركائب
من عشاء حتى إذا
غاب تالي الكواكب
مخ ۲۰