ونام في حضن الهنا مبعدا ... عن الأعادي وعن الحسد
عن ضجة الدنيا وأشرارها ... وعن غبار العالم المفسد
تدافع الطفل إلى قبره ... فنام تحت الصمت كالجلند
ما أسعد الطفل وأهنى الكرى ... على سكون المرقد المفرد !
***
هنا ثوى الطفل وأبقى أبا ... يبكي وأما في البكا السرمدي
تقول في أسرارها أمه : ... لو عاش سلوى اليوم ، ذخر الغد !
لو عاش لي يا رب ، لو لم يمت ... أو ليته يا رب ، لم يوجد
***
هل خاف هذا الطفل جهد السرى ... فاختزل الدرب ولم يجهد ؟
ما باله جف وري الصبا ... حوليه والعيش الظليل الندي ؟ !
مضى كطيف الفجر لم يقتطف ... من عمره غير الصبا الأرغد
لم يطعم الدنيا ولم يدر ما ... في سوقها من جيد أو ردي
حبا من المهد إلى لحده ... لم يشق في الدنيا ولم يسعد
فهاك يا " عبد العزيز " الرثا ... شعرا حزين الشدو والمنشد
يبكي كما تبكي وفي شجوه ... تعزيه عن طفلك الأوحد
بعد الضياع
إلى من أسير ؟ أهاض المسير ... قواي وأدمى جناحي الكسير
ةو كيف المسير ودربي طويل ... طويل وجهدي قصير قصير ؟ !
فكنت كفرخ أضاع الجناح ... وتدعوه أشواقه أن يطير
ولي أمنيات كزهر القبور ... يموت ويرعشه الزمهرير
أجر خطاي فأخشى العثار ... وتجتاحني رغبة كالسعير
فحينا أهب كطفل لعوب ... وحينا أدب كشيخ حسير
وآونة أرتمي في الجراح ... كما يرتمي في القيود الأسير
وتدفعني وحشة الذكريات ... وتثني خطاي طيوف المصير
***
أمامي غيوب وسر رهيب ... وخلفي عذاب وماض مرير
إلى أين أمضي وهل أنثني ؟ ... أمامي خطير وخلفي خطير
هنا هزني من وراء المنى ... نداء كضحك الصبي الغرير
كخفق الأماني كنجوى غدير ... شذى الصدى زنبقي الخرير
فجئت إليك كمن يلتجي ... إلى واجه من جحيم الهجير
ورف علي هواك الحنون ... رفيف الربيع الشذي الخضير فلا تسألي من هداني إليك ؟ ... هداني إليك صباك النضير
مخ ۸۰