خلفي وقدامي هتاف مواكب ... وهوى يزغرد في شفاه كعاب
والزهر يهمس في الرياض كأنه ... أشعار حب في أرق عتاب
والجو من حولي يرنحه الصدى ... فيهيم كالمسحورة المطراب
والريح ألحان تهازج سيرنا ... والشهب أكواب من الأطياف
إنا توحدنا هوى ومصائرا ... وتلاقت الأحباب بالأحباب
أترى ديار العرب كيف تضافرت ... فكأن " صنعا " في " دمشق " روابي
وكأن " مصر " و" سوريا " في مأرب " ... علم وفي " صنعا " أعز قباب
لاقى الشقيق شقيقه ، فاسألهما ... كيف التلاقي بعد طول غياب ؟
***
اليوم ألقى في " دمشق " بني أبي ... وأبث أهلي في الكنانة ما بي
وأبث أجدادي بني غسان في ... ربوات " جلق " محنتي وعذابي
وأهيم والأنسام تنشر ذكرهم ... حولي فتنضح بالعطور ثيابي
وأهز في ترب " المعرة " شاعرا ... مثلي : توحد خطبة ومصابي
وأعود أسأل " جلقا " عن عهدها ... " بأمية " وبفتحتها الغلاب
صور من الماضي تهامس خاطري ... كتهامس العشاق بالأهداب
***
دعني أغرد فالعروبة روضتي ... ورحاب موطنها الكبير رحابي
" فدمشق " بستاني " ومصر " جداولي ... وشعاب " مكة " مسرحي وشعابي
وسماء " لبنان " سماي وموردي ... " بردى " ودجلة والفرات شرابي
رديار " عمان " دياري ... أهلها ... أهلي وأصحاب العراق صحابي
بل إخوتي ودم " الرشيد " يفور في ... أعصابهم ويضج في أعصابي
***
شعب العراق وإن أطال سكوته ... فسكوته الإنذار للإرهاب
سل عنه سل عبد الإله وفيصلا ... يبلغك صرعهما أتم جواب
لن يخفض الهامات للطاغي ولم ... تخضع رؤوس القوم للأذناب
وطن العروبة موطني أعياده ... عيدي ، وشكوى إخوتي أوصابي
فاترك جناحي حيث يهوى يحتضن ... جو العروبة جيئتي وذهابي
يا ابن العروبة شد في كفي يدا ... ننفض غبار الذل والأتعاب فهنا هنا اليمن الخصيب مقابر ... ودم مباح واحتشاد ذئاب
مخ ۶۰