رفع الرسول لوا النبوة بالهدى ... وحمى الهدى بالرمح والفرسان
وغزا البلاد سهولها ووعورها ... بالقوتين : السيف والقرآن
وتراه إن لمست يداه بقعة ... نشأت على الإصلاح منه يدان
وإذا أتت قدماه أرضا أطلعت ... خطواته فجرا بكل مكان
إن الزعامة قوة وعداله ... وشجاعة سمحا وقلب حالي
***
يا خير من حمل الرسالة والتقى ... في عزم روح في أرق جنان
ذكراك آيات الزمان كأنها ... أنشودة العليا بكل زمان
***
أمحمد خذ بنت فني إنها ... أخت الزهور بريئة الألحان
وعليك ألف تحية من شاعر ... في كل عضو منه قلب عاني
إلى قارئي
من القبر من حشرجات التراب ... على الجمر من مهرجان الذباب
ومن حيث كان يدق القطيع ... طبول الصلاة أمام الذئاب
ويهوي كما يرتمي في الصخور ... قتيل على كتفيه ... مصاب
ومن حيث كانت كؤوس الجراح ... تزغرد بين شفاه الحراب
ومن حيث يحسو حنين الربى ... غبار المنى ونجيع السراب
ومن حيث يتلو السؤال السؤال ... ويبتلع الذعر وهم الجواب
عزفت اصفرار الرماد العجوز ... ليحمر فيه طفور الشباب
وحرقت أنفاسي المطفئات ... وأطفأتها بالحريق المذاب
***
أتشتم يا قارئي في غناي ... دخان المغني وشهق الرباب ؟
وتسمع فيه أنين الضياع ... تبعثره عاصفات الضباب
فإن حروفي اختلاج السهول ... وشوق السواقي ، وخفق الهضاب
وشوق الرحيق بصدر الكروم ... إلى الكأس والثلج في كل باب
وخوف المودع غيب النوى ... وسهد المنى في انتظار الإياب
أنا من غزلت انتحار الحياة ... هنا شفقا من زفير العذاب
ولحنته سحرا يحتسي ... رؤى الفجر بين ذراعي كتاب
وتنبض فيه عروق السكون ... ويمتد في ثلجة الالتهاب
ويتقد الشوق في مقلتيه ... ويظمأ في شفتيه العتاب
في طريق الفجر
أسفر الفجر فانهضي يا صديقه ... نقتطف سحره ونحضن بريقه كم حننا إليه وهو شجون ... في حنايا الظلام حيرى غريقه
مخ ۴۴