380

فما راعنا إلا حفيف حمائم

لها بين أطراف الغصون هدير

تجاوب أترابا لها في خمائل

لهن بها بعد الحنين صفير

نواعم لا يعرفن بؤس معيشة

ولا دائرات الدهر كيف تدور

توسد هامات لهن وسائدا

من الريش فيه طائل وشكير

كأن على أعطافها من حبيكها

تمائم لم تعقد لهن سيور

خوارج من أيك ، دواخل غيره

زهاهن ظل سابغ وغدير

إذا غازلتها الشمس رفت ، كأنما

على صفحتيها سندس وحرير

فلما رأيت الصبح قد رف جيده

ولم يبق من نسج الظلام ستور

خرجت أجر الذيل تيها ، وإنما

يتيه الفتى إن عف وهو قدير

ولي شيمة تأبى الدنايا ، وعزمة

ترد لهام الجيش وهو يمور

مخ ۳۸۰