36

يمر بالوحش صرعى في مكامنها

فما تبين له شدا ؛ فتنخذل

يرى الإشارة في وحى ؛ فيفهمها

ويسمع الزجر من بعد ؛ فيمتثل

لا يملك النظرة العجلاء صاحبها

حتى تمر بعطفيه فتحتبل

إن مر بالقوم حلوا عقد حبوتهم

واستشرفت نحوه الألباب والمقل

تقوده بنت خمس ؛ فهو يتبعها

ويستشيط إذا ها هي به الرجل

أمضي به الهول مقداما ، ويصحبني

ماضي الغرار إذا ما استفحل الوهل

يمر بالهام مر البرق في عجل

وقت الضراب ، ولم يعلق به بلل

ترى الرجال وقوفا بعد فتكته

بهم ، يظنون أحياء وقد قتلوا

كأنه شعلة في الكف قائمة

تهفو بها الريح أحيانا ، وتعتدل

لولا الدماء التي يسقى بها نهلا

لكاد من شدة اللألاء يشتعل

مخ ۳۶