259

إن كنت تنكر شجوه ، فانظر إلى

أنفاسه ، ودموعه ، وسقامه

صب ، برته يد الضنى ؛ حتى اختفى

عن أعين العواد غير كلامه

نطقت مدامعه بسر ضميره

وذكت جوانحه بنار غرامه

طورا يخامره الذهول ، وتارة

يبكي بكاء الطفل عند فطامه

يصبو إلى بان العقيق ، ورنده

وعراره ، وبريره ، وبشامه

واد ، سرى في جوه كنسيمه

وبكى على أغصانه كحمامه

أرج النبات ، كأنما غمر الثرى

طيبا مرور ' الخضر ' بين إكامه

مالت خمائله بخضر غصونه

وصفت موارده بزرق جمامه

يا صاحبي ! إن جئت ذياك الحمى

فاحذر عيون العين من آرامه

واسأل عن البدر الذي كسميه

في نور غرته ، وبعد مرامه

مخ ۲۵۹