ديوان ابن مشرف

ابن مشرف d. 1285 AH

ديوان ابن مشرف

ديوان ابن مشرف

ژانرونه

شاعري

البحر : رجز تام 1

الحمد لله الاله الواحد

المتعالي شأنه عن والد

2

فلم يلد جل ولا يولد ولا

كفوا له فجل شأنا وعلا

3

ثم الصلاة والسلام سرمدا

على الذي أوضح منهاج الهدى

4

محمد المبعوث بالإيمان

حين طغت عبادة الأوثان

5

فأرشد الناس إلى التوحيد

بسيفه وقوله السديد

6

صلى عليه الله ثم سلما

مضاعفا رحمته معظما

7

والآل والأزواج والأصحاب

ما همل الودق من السحاب

8

لأنها فرض على المكلف

وليتبع فيها سبيل السلف

9

أكرم به في الدين من سبيل

خال من التحريف والتبديل

10

مخ ۱

لكنه مندرس وقد عدل

سعى الورى عن نهجه غير الأقل

11

من أجل ذا أحببت أن أؤلفا

فيه كتابا موجزا كي يعرفا

12

مخ ۲

فاخترت نظمه لكون النظم

أقرب للفهم وضبط الحكم

البحر : رجز تام 1

إيماننا قول وقصد وعمل

إن وافق الشرع به نيل الأمل

2

والزيد والنقصان للإيمان

يعرض بالطاعة والعصيان

3

اعلم بأن الدين مبني على

خمس دعائم كما قد نقلا

4

وهي الشهادتان والصلاة

والحج والصيام والزكاة

5

فشرحه عقيدة الجنان

والنطق والخدمة بالأركان

6

ثم إذا نظرت بالإمعان

وجدته حقيقة الإيمان

7

وفسر الإيمان خير مرسل

بأنه الإيمان بالله العلي

8

وبالملائك العلا ورسله

والبعث والمقدور أيضا كله

9

فالخير والشر جميعه صدر

من أمر ربنا وذا هو القدر

10

وفسر الإحسان سيد الورى

أن يعبد الله كأنه يرى

11

مخ ۳

فالعبد إن لم يره فالله

جل قريب شاهد يراه

12

هذا هو الدين فمن قد عرفه

محققا كفته تلك المعرفة

13

برهانه سؤال جبرائيلا

عن ذي الخصال كلها الرسولا

14

وقد أجابه النبي المصطفى

بما ذكرنا شرحه وقد شفى

15

مخ ۴

وقال ما معناه ذا الأمين

أوضح دينكم فهذا الدين

البحر : رجز تام 1

واعلم بأن أضرب التوحيد

قدر ثلاثة بلا مزيد

2

توحيد رب الناس في الملك وفي

صفاته وفي العبادة اقتف

3

فالأول اعتقاد كون الملك

لله وحده بغير شرك

4

وأنه رب جميع الخلق

موجدهم مولي جميع الرزق

5

والثاني أن يوحد الله على

أسمائه وفي صفاته العلى

6

وكل ما به تعالى وصفا

لنفسه على لسان المصطفى

7

فإن وصفه به جل لزم

والحكم في أسمائه كذا التزم

8

فمن صفاته البقاء والقدم

جل ابتداء ودواما عن عدم

9

إذ هو أول بلا بداية

وآخر يبقى بلا نهاية

10

مخ ۵

ليس له من والد ولا ولد

حاشا ولا صاحبة جل الصمد

11

فهو تعالى الواحد الفرد الأحد

ليس له ند ولا كفو أحد

12

والملك المالك والمليك

ليس له في ملكه شريك

13

ولا مظاهر ولا وزير

حاشا ولا مثل ولا نظير

14

بل كل ما سواه فهو خلقه

عبد له يجري عليه رزقه

15

فهو السميع العالم البصير

والحي والمريد والقدير

16

ومن صفات ذاته القيام

بنفسه لا الغير والكلام

17

كلم موسى بكلامه الذي

من وصف ذاته فبالحق خذ

18

والصحف والتوراة والزبور

وبعده الإنجيل والمسطور

19

أعني كتاب أحمد الأواه

جميعها عين كلام الله

20

مخ ۶

لفظا ومعنى عند أهل الحق

وإنما المخلوق صوت الخلق

21

وحبرهم والخط والسجل

قضى بهذا العلماء الجل

22

فالصوت للقارىء والكلام

لله ذا به قد استقاموا

23

فاللفظ والمعنى من القرآن

قد نزلا من ربنا الرحمن

24

تكلم الله به فاسمعا

أمينه جبريل نعم مودعا

25

فبلغ النبي جبرائيل

جميع ما حمله الجليل

26

ثم تلقاه من النبي

أصحابه بلفظه القدسي

27

وأنه الآن على ما قد نزل

ولا يزال هكذا ولم يزل

28

مبرأ عن اتيان الباطل

ليس بمنسوخ ولا مبدل

29

ونحو طس ويس وما

ضاهاهما ربي به تكلما

30

وقد أتى الترتيب منه حسبما

لقنه نبينا وعلما

31

مخ ۷

وحسبما أثبت في المصاحف

رسما فلا تصغ إلى مخالف

32

ثم كلام الله كالقرآن

ليس بمحدث ولا بفاني

33

واللفظ من ذلك والمعاني

في الحكم عند العلما سيان

34

فمن يقل بأنه قول البشر

فكافر والله يصليه سقر

35

ومن يقل بخلقه أو سطره

فهو مضل فاستعذ من شره

36

هذا هو الحق فدع عنك الهوى

والله ربنا على العرش استوى

37

لكن بلا كيف ولا تمثيل

جل فنزهه بلا تعطيل

38

فالواجب الإيمان باستوائه

ولا تفسرنه باستيلائه

39

إليه تعرج الملائك العلا

والروح والأمر ومنه أنزلا

40

والمصطفى به إليه أسرى

فجاوز السبع الطباق فادر

41

مخ ۸

فطيب القول إليه يصعد

وفطرة الخلق بهذا تشهد

42

هلا سألت كل عبد يسأل

هل نفسه تجنح إلا للعلو

43

وأنه قد رفع ابن مريما

له وسمى نفسه من في السما

44

وقد أشار المصطفى بالأصبع

نحو السماء مشهدا في مجمع

45

فالله ذو العرش على العرش استوى

وعلمه لكل شيء قد حوى

46

وما اقتضى التشبه مثل العين

والوجه والاصبع واليدين

47

وتؤمن به لكن مع التنزيه

له عن التمثيل والتشبيه

48

فالله ليس مثله شيء ولا

له سمى جل شأنا وعلا

49

فذاته لا تشبه الذوات

ووصفه لا يشبه الصفات

50

من شبه الله بخلقه كفر

ومن نفى صفاته أصلى سقر

51

مخ ۹

والمؤمنون كلهم في الأخرى

يرون ربهم عيانا طرا

52

وكل ما قدره الله وما

قضى به إيماننا قد لزما

53

فالله خالق لفعل عبده

جميعه من خير أو من ضده

54

لأنه قد أوجد العبادا

وكل ما قد عملوا إيجاد

55

لكن يلامون على ما كسبوا

ذهو فعلهم إليهم ينسب

56

فمن يشأ وفقه بفضله

ومن يشأ أضله بعدله

57

ثم الشقي ذو الشقاء الأزلي

كعكسه فليس بالمنتقل

58

وأرسل الله تعالى الرسلا

لقطع أعذار الورى تفضلا

59

والصدق والتبليغ والأمانة

في حقهم يلزم كالصيانة

60

مخ ۱۰

عن مطلق الذنوب والرذائل

إذ شأنهم حيازة الفضائل

61

ومن أجاز كذبهم للمصلحة

فكافو ردته متضحة

62

ثم نبوة النبيين هبة

من ربهم ذو الفضل لا مكتسبة

63

ثم جميع الأنبياء والرسل

بينهم تفاوت في الفضل

64

لكنهم قد ختموا بالأفضل

منهم نبينا ختام الرسل

65

فلا نبي بعده كلا ولا

مبشرا أو منذرا أو مرسلا

66

فما لشرع دينه من ناسخ

وما لعقد حكمه من فاسخ

67

وكل شرع قبل شرعه نسخ

بشرعه الزاكي الذي لا ينتسخ

68

لكن شرعه الزكي المرضي

يجوز نسخ بعضه بالبعض

69

لحكمة وسر أمر مقضى

وليس في ذاك له من نقض

70

وأيد الله جميع الرسل

بمعجزات باهرات العقل

71

مخ ۱۱

كي يلزم الحجة أهل الجهل

وكل ذا على سبيل الفضل

72

وأيد الله نبينا بما

أيد رسله به وأعظما

73

فمعجزات المصطفى لا تحصى

عدا ولا توعى ولا تستقصى

74

منها كلام الله نعم المعجز

بحر محيط بالعلوم موجز

75

ما مثله في الحسن والصياغة

قد عجزت عن مثله البلاغة

76

وقد تحدى الله سائر البشر

والجن من ذاك بأقصر السور

77

فأحجموا عن ذلك الميدان

ولم يكن لهم به يدان

78

ثم بمعراج النبي حسبما

أخبرنا إيماننا قد لزما

79

أسرى بروحه وبالجسم معا

على البراق ليله فارتفعا

80

مخ ۱۲

فجاوز السبع السموات العلى

وقد رأى الله إلهه علا

81

وقد دنا من ربه فأوحى

إليه جل شأنه ما أوحى

82

هذا هو الحق فدع عنك المرا

وكم لرسل الله من فضل جرى

83

ومن جميع السوء زوجات النبي

براء فقد طبن لذاك الطيب

84

فما زنت زوج نبي قط

حاشا وما زنى عداه السخط

85

وافضل القرون قرن المصطفى

فمن قفاهم ثم من لهم قفى

86

وافضل الصحابة الصديق

ذو السبق عبد الله أو عتيق

87

ثم المكنى بأبي حفص عمر

ثم ابن عفان الشهيد ذو الغرر

88

ثم علي ثم باقي العشرة

فالبدري فالأحدي فاهل السمرة

89

والكف عما بينهم قد شجرا

حتم فإن خضت فكن معتذرا

90

ومالك والفاضل النعمان

والشافعي والرضي سفيان

91

مخ ۱۳

والليث والحبر الإمام أحمد

والظاهري الفاضل المعتمد

92

ونحوهم أئمة يهدونا

بالحق أيضا وبه يقضونا

93

ولم يحب تقليدهم إلا لمن

يعجز عن فهم الكتاب والسنن

94

والموت حق مالك قد وكلا

بقبض روح من أتم الأجلا

95

وكل من مات بهدم أو غرق

أو قتل أكل سباع أو حرق

96

أو نحوها من كل مزهق حصل

مات بعمره وقد حان الأجل

97

والروح لا تفنى ولا عجب الذنب

ومنه ينشى جمسه الذي ذهب

98

والروح بعد الموت في نعيم

أو في عذاب موجع أليم

99

والشهداء يرزقون أحياء

عند الههم كما في الدنيا

100

مخ ۱۴

أرواحهم في جوف طير خضر

تجنى من الجنة خير الثمر

101

وتنتهي إلى قناديل ذهب

قد علقت بالعرش فاطرح الريب

102

واعلم بأن فتنة القبور

حق كما في الخبر المأثور

103

وهي سؤال الهالك الدفين

حين يوارى عن أصول الدين

104

عن ربه والدين والنبي

كما أتى في الخبر المروي

105

والساعة الدهماء حق واقعة

ميقاتها أظل وهي القارعة

106

وهي بأن ينفخ إسرافيل

في الصور إذ يأمره الجليل

107

ثم ترى السماء تمور مورا

مثل الرحى حين تدور دورا

108

وتنثر النجوم منه كالمطر

وتجمع الشمس هناك والقمر

109

كلاهما صورته مغيرة

ذا خاسف وهذه مكورة

110

مخ ۱۵

وتنكفي السماء مثل الفلك

من بعد أن يشق هذا الملك

111

ثم تصير وردة كالدهن

والمهل والجبال مثل العهن

112

وسيرت من شدة الزلزال

ثم غدت من جملة الرمال

113

ثم البحار فجرت تفجيرا

وبالجحيم سجرت تسجيرا

114

ثم إذا ما حان اخراج الورى

صب على الأرض تعالى مطرا

115

أبيض كالمنى أربعينا

يوما فمن ذلك ينبتونا

116

كالبقل ثم يبعث الله الملك

لنفخه في الصور بعد ما هلك

117

ثم يصيح صيحة في الصور

ينفض منها ساكنو القبور

118

فترجع الأرواح للأجساد

فذاك يوم الحشر والمعاد

119

فيه يعاد الجسم والروح معا

وينهض الميت سريعا فزعا

120

يمشون حافين عراة غرلا

لموقف فظيع يشيب الطفلا

121

مخ ۱۶

ثم به يحاسب المكلف

عن كل شيء وتطير الصحف

122

ويستقر في يمين المتقى

كتابه وعكس ذلك الشقي

123

والوزن بالميزان للصحائف

حق فدع عنك هوى المخالف

124

ويضرب الجسم على جهنما

ثم تجوزه العابد حسبما

125

جدوا إلى الطاعة بالمسارعة

في دار دنياهم فتلك المزرعة

126

والجنة الحسناء مع جهنم

أوجدنا من قبل خلق آدم

127

ثم كلا الدارين لا تفني كما

لا يدرك الفناء من حلهما

128

ولم يخلد مؤمن في النار

بذنبه بل جملة الكفار

129

والشرك لا يغفره الله حشا

وغير يغفره لمن يشا

130

والسيئات بعضها صغائر

كما أتى وبعضها كبائر

131

مخ ۱۷

فالعمل الصالح للصغائر

مكفر كالترك للكبائر

132

فالوضوء والجمعة والصلاة

والصوم والحج مكفرات

133

وإنما كفارة الكبائر

بتوبة العبد وعفو الغافر

134

ويؤمر المذنب بالمتاب

من ذنبه فورا على الإيجاب

135

والتوبة الإقلاع منه والندم

ورده مظلمة الذي ظلم

136

والله جل شأنه تكفلا

لخلقة برزقهم تفضلا

137

فيرزق الله الحلال المحكما

ويرزق المكروه والمحرما

138

ولا ينافي الأخذ بالأسباب

توكل العبد على الصواب

139

فالمصطفى المختار غير متكل

قال لمن يسأل قيد واتكل

140

وكل ما جاء به الرسول

حق له يلزمنا القبول

141

مخ ۱۸

وهو على قسمين ما قد علما

مجيئه به ضرورة وما

142

سوايا فالأول من له جحد

فإنه يقتل كفرا دون حد

143

مخ ۱۹

وقد تناهى القول في الأسماء

وفي صفاته على استيفاء

البحر : رجز تام 1

وحق أن نشرع المقال

في واجب التوحيد بالأفعال

2

وذلك التوحيد في العبادة

وهو بمعنى كلمة الشهادة

3

فهي له في غاية المحبة

من دعوة ورغبة ورهبة

4

والذبح والنذور والتوكل

ونحوه من كل تعظيم جلي

5

فكل ما ذكرته معناه

تفسير لا إله إلا الله

6

لأن معناها كما لا يشتبه

أن يعبد الله ولا يشرك به

7

وليس معناها كما قد زعما

مجرد النطق بلفظها فما

8

إذ لو أريد اللفظ قط لسهل

على قريش قولها وما ثقل

9

حين دعاهم إليه المصطفى

مع علمهم بالسبق منه والوفا

10

مخ ۲۰