البحر : -
إن الزجاج عبر للرائي
فانظر بها بالباء بعد الراء
وتأمل الأكوان حيث تنوعت
لك تنجلي في بهجة وبهاء
في حمرة في صفرة في خضرة
بخلاف ما هي سائر الأشياء
وكذلك الدنيا وما فيها فلا
يغتر راء بالذي هو رائي
سر التلون في الزجاجة فاعتبر
هذا بنفس داخل الأحشاء
إن النفوس هي الزجاجات التي
طبعت على سعد لها وشقاء
وبها يرى الرائي فيكشف مقتضى
ما عندها بتأمل وتراء
والحكم منه على الذي هو ظاهر
حكم علي بلبسه وخفاء
فإذا تحقق كان أنصف حاكم
فيما رأى واختص بالنعماء
والقلب أذعن منه في إيمانه
بالغيب عن قطع بغير مراء
مخ ۲۲