378

ديوان ابن نباتة المصري

ديوان ابن نباتة المصري

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

د ایډیشن شمېره

بدون

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

مثيلك في يومي وغىً ومكارمٍ ... وقد قمت أيامًا كثيرًا بلا مثل
وملتقيًا منِّي مدائح عوّدت ... فرائدُها لقيا مقامك من قبل
أصوغ له منها وألحق نسله ... فأجمع مدح الجد والأب والنجل
فديتكَ ملكًا في نداه وبشره ... غمامٌ لمستجدٍّ وصبحٌ لمستجلي
تخيَّرته دون الأنام ولذَّ لي ... به بدل البعض الجميل من الكلّ
وأنزلت آمالي لديه وإنه ... لأكرمُ من آل المهلَّب في المحل
تُفصّح لفظي مجزلاتُ هباته ... فتحسن أمداح الجزيلة بالجزل
سقا الله أيام المؤيد بالهنا ... إذا ما سقا الأيام بالطّلّ والوبل
لقد أمَّنتنا من أذى كلّ حادث ... وقد فرَّغتنا للتنعّم والدّلّ
فلا جائرٌ فينا سوى ساق غادةٍ ... ولا ظالمٌ إلاَّ من الأعين النجْل
وقال يمدحه أيضًا
الكامل
أهوى بمرشفه الشهيّ وقال ها ... ويلاه من رشاءٍ أطاع وقالها
وأمالت الكاسات معطف قدّه ... بقصاص ما قد كانَ قبل أمالها
فمصصت من رشفاته معسولها ... وضممت من أعطافه عسّالها
وظرفت في اليقظات منه بخلوة ... ما كنت آمل في المنام خيالها
ولرُبما أهوى بكأس مدامة ... لولاه ما حملت يدي جريًا لها
طبخت بنار خدوده في كفِّه ... فقبلتها وشربت منه حلالها
حتَّى إذا هوت النجوم وأطفأت ... في الصبح أنفاس النسيم ذبالها
ولى وأسأر في الجوانح حسرة ... لو شاء عائد وصله لأزالها
ومضى بشمس محاسنٍ لولا الهدى ... ما كنت أمسك في الوفاء حبالها
ومن البليّة عذّلٌ قد ضمنت ... ثقل الملام مقالها وفعالها
يا ليت أرض العاذلين تزلزلت ... أو ليتها لا أخرجت أثقالها
والنجم من كأس الحبيب وخدِّه ... لا زاغ فكري عن هواه ولا لها
بأبي مضيء الحسن ناءٍ شخصه ... سلت الكواكب حسنها وجمالها
متلوّن الأخلاق إلا أنها ... لشقاوتي ليست تملّ ملالها

1 / 378