169

لقد فاق أيام الزمان بأسرها

وأنسى حديثا عن حنين وعن بدر

ويا سعد قوم أدركوا فيه حظهم

لقد جمعوا بين الغنيمة والأجر

وإني لمرتاح إلى كل قادم

إذا كان من ذاك الفتوح على ذكر

فيطربني ذاك الحديث وطيبه

ويفعل بي ما ليس في قدرة الخمر

وأصغي إليه مستعيدا حديثه

كأني ذو وقر ولست بذي وقر

يقوم مقام البارد العذب في الظما

ويغني عن الأزواد في البلد القفر

فكم مر لي يوم إذا ما سمعته

أقر به سمعي وأذكره فكري

وها أنا ذا حتى إلى اليوم ربما

أكذب عنه بالصحيح من الأمر

لك الله من أثنى عليك فإنما

من القتل قد أنجيته أو من الأسر

يقصر عنك المدح من كل مادح

ولو جاء بالشمس المنيرة والبدر

مخ ۱۶۹