============================================================
ديوان المؤيد يقول الشاعر إن عدل الامام شمل جميع أوليائه واتمشر وعم البلاد حتى أن البهائم قد اامتلات ضرائعها باللبن من كثرة غذائها ووفرة الخصب فى البلاد ، هذا المعنى لا أكاد أجد (1 له مثيلا فى الشعر العربى قبل المؤيد ولكنه كثير جدا فى الادب الفارسى (1) .
وإذن ففارس كان لها أثر فى تكييف شعر المؤيد وتوجيهه إلى ناحبة خاصة هى هذه لناحية التى شرنا اليها ومع أن المؤيد في شمره لم يحدثنا عن البيئة التى كان يعيش فيها فاننا ستطيع بسهولة ويسر أن تتعرف على أشعاره التى أنشدها فى فارس اما الطور الثانى وهو حياته بعد أن ترك فارس وقبل آن يصل مصر فقد ظهر فى شعره اه اختلف تمام الاختلاف عن المؤبد الذى رأيناه فى فارس، فهو فى هذه المرحلة من حجياته جل خائف يترقب أن ياخذه أعداؤه من كل جانب متحير فى آمره لايدرى إلى أى صوب تجه ، ذليل فى غربته ضعيف بوحدته ، شاحب اللون من كثرة آلامه وشقائه ، يبكى طول النهار ويارق بالليل يذكر حياته فى فارس بين إخوانه وغشيرته فيندب سوء حظه ويعكو الدهر وتقلباته . وشمره فى هذا الطور يمثل الرجل الضعيف الجبان خائر العزيمة الذى لا حول له و لاقوة فلم يجد بدا من الاستغائة والتضرع، فاستغاث بالامام وناشده أن يشد إزره ويكشف عنه الضرء ووقف على قبرعلى بن أبى طالب بالكوفة مستغيثا به كى ينصره على أعدائه وينتقم ل ، وأخذيناجى الله ويتضرع اليه آن يحميه مما آصابه ، قال ذلك كله فى صور شعرية جميل شعر القارىء أنه يستمع إلى أنات رجل بألس امتلأ قلبه بالوحدة ووجد تفسه شريدا ضعيفا لايقابل فى طريقه إلا عدوا ، ولا يسمع إلاصوت النذير والوعيد، ققد استطاع أن يعبر عن آلامه فى الحياة ، ونظر إلى الحياة فى هذا الطور بمنظار آسود قاتم واخذ ينتظر الموت م طمئنا إليه مرحبا به ، صور لنا ذلك كله فى صور شعرية تتلو بعضها بعضا فى آلقاظ مهل يسيرة وأسلوب ممتع عذب جعلنى أقول إن المؤيد فى هذا الطوريمثل الشاعر العاطفى حقا الذى يتحدث عن إطامه لا عن عقله، ويعلى شعره عن وجدانه ويخاطب العواطف ولا أغالى اذا قلت إن أجمل شعره هو ذلك الذى أنشده فى هذا الطور . كان جل هم المؤيد فى ذلك الطور منصرقا إلى الشقاء الذى أحاط به وفى أعدائه الذين أزعجوه عن دياره ولم يفكر الافى نفسه وفما آصابه وفيما قد يصيبه ، وفى حديثه عن تقليات الدهر وصف عواطفه وأحواله الخاصة.
ومع ذلك صور هذه التقلبات كما صورها غيره من الشعزاء، فهو هنا يحاكى غيره من (1) مكذا أخبرنى زميلى الدكتور أبراهيم أمين مدرس اللغة الفارسية بالكنية .
مخ ۱۸۶