169

============================================================

الفصل الأول نظم المؤيد كان المؤيد رجلا صاحب فن كما كان علما من أعلام المذهب الفاطمى ، ولكننا نستطيع ان نقول إن فن المؤيد نتيجة لاعتناقه مذهب الفاطميين كما كان نتيجة للحياة التى كان حياها والبيئة التى كان يعيش فيها : كانت صفته المذهبية تضطره إلى أن يحيط بكل شىء حوله ، وأن يلم بالاراء الفلسفية والمذاهب الدينية التى كانت تملا الاقطار الاسلامية فى عصره ، فأضطرته إلى أن ياخذ يحظ وافرمن الحياة العقلية المختلفة ، وكان المؤيد مضطرا أيضا إلى آن يرد على مخالنى مذهبا طورا بالكتابة وطورا بالمجادلة والمناظرة الشفوية ، فكان ذلك من الأسياب التى آدت إلى أن يكون المؤيد حويصا أشد الحرص فى أسلوبه ولفظه وأد يكور ناقدا مدققا، ينظر ويمد نظره و يقرأ ويطيل القراءة، ويفكر ويمعن فى التفكير ويحلل أقوال خصومه تحليلا دقيقا حتى ييرف موطن ضعفهم كى يهاجمهم منه ويفند آراءه . كما اضطر أيضا إلى أن ينقد نفس وحاسبها وينقد فنه قبل أن يذيعه فى الناس حتى يستطيع بذلك ان يدافع عن عقيدته دفاع جل يريد اخام حصومه بممطقه وبيانه ، ولذلك كان لملكة النقد أثرقوى فى فن المؤيد قد اضطرته إلى أن يتخذ الاسلوب الذى يبهر به السامعين أو القراء ويجعل من أسلوبه سلاحا يجاتب متطقه وبيانه . والمذهب الفاطمى الذى كان المؤيد قطيا من آقطابه وداعية م دعاته جاء بعلم الباطن او التأويل وقد ذكريا أن اساس التأويل يعتمد على قوة الملاحظة وخصوبة الخيال وقدرة على التغلغل فى دقائق الموجودات ليتخذها المؤول دليلا على أسرار الدين ، ولا يستطيع إنسان أن يرقى فى مراتب الدعوه انفاطمية إن لم تكن لديه هذه المواهب و الخصائص ، وهلنه كلها كانت تتوافر لدى المؤيد بل كانت قوية جدا عنده حتى رفعته إلى ا على درجات الدعوة، كما أثرت فى فنه قاتجهت به اتجاها خاصا لا نكاد نجذه غتد شاعر آخر في عصره إلا عند أبى العلاء المعرى فأبو العلاء والمؤيد هما الشاعران اللذان استطاعا ا يضفا فى شعرهما اختلاف عقائد الناس فى عضرهما وابت يتحدنا عن القرق الديفية

مخ ۱۶۹