عَرضُ الفَتى حينَ يَغدُو أَبيَضًا يَققًا ... خَيرٌ مِنَ الفِضّةِ البَيضاءِ وَالذَهَبِ
بَنى المُعِزُّ لَنا فَخرينِ شادَهُما ... بِالمَكرُماتِ وَبِالهِندِيَّةِ القُضُبِ
مُشَيَّعٌ لا يُريحُ الخَيلَ مِن تَعَبٍ ... وَالمالَ مِن عَطَبٍ وَالعِيسَ مِن نَصَبِ
يَلقى العُفاةَ بِرِفدٍ غَيرِ مُحتَبِسٍ ... عَنِ العُفاةِ وَوَعدٍ غَيرِ مُرتَقَبِ
رُوحي فِدىً لِأَبي العُلوانِ مِن مَلِكٍ ... سَمحِ اليَدَينِ بِتاجِ المُلكِ مُعتَصِبِ
بَنى القِبابَ رَفيعاتِ الذُرى شُهُبًا ... مَخلوطَةً بِنُجومِ الحِندِسِ الشُهبِ
مُطَنَّباتٍ إِلى العَلياءِ ما اِفتَقَرَت ... إِلى عَمُودٍ وَلا اِحتاجَت إِلى طُنُبِ
مِثلَ الجِبالِ الرَواسي كُلَّما لَعِبَت ... بِها الصَبا رَقَصَت من شِدَّةِ الطَرَبِ
لا يَومَ أَحسَنُ مِنهُ مَنظَرًا عَجَبًا ... في مَطعَمٍ عَجَبٍ في مَشرَبٍ عَجَبِ
خَمسُونَ أَلفًا قَراهُم ثُمَّ شَرَّعَهُم ... مُعَتَّقَ الراحِ لَم تُقطَب وَلَم تُشَبِ
سَدَّت عَقائِرُهُ الغيطانَ أَو تَرَكَت ... لَونَ البَرى لَونَ ما في الحَوضِ مِن ذَهَبِ
حَتّى لَكادَ مَعينُ الماءِ يَصبِغُهُ ... ما شاعَ في الأَرضِ مِنها مِن دَمٍ سَرِبِ
ظَلَّت وَباتَت قُدورُ المَجدِ راكِدَةً ... تُشَبُّ بِالمَندَلِ الهِندِيِّ لا الحَطَبِ