البحر : خفيف تام 1
أبلغ الحارث بن عمرو بأنني
حافظ الود ، مرصد للصواب
2
ومجيب دعاءه ، إن دعاني ،
عجلا ، واحدا ، وذا أصحاب
3
إنما بيننا وبينك ، فاعلم ،
سير تسع ، للعاجل المنتاب
4
فثلاث من السراة إلى الحلبط ،
للخيل ، جاهدا ، والركاب
5
وثلاث يردن تيماء زهوا ،
وثلاث يغرون بالإعجاب
6
فإذا ما مررت في مسيطر ،
فاجمح الخيل مثل جمح الكعاب
7
بينما ذاك أصبحت ، وهي عضدي
من سبي مجموعة ، ونهاب
8
ليت شعري ، متى أرى قبة
ذات قلاع للحارث الحراب
9
بيفاع ، وذاك منها محل ،
فوق ملك ، يدين بالأحسب
10
بين حقل ، وبين هضب ذباب
11
مخ ۱
حيث لا أرهب الخزاة ، وحولي
نصليون ، كالليوث الغضاب
البحر : طويل 1
ومرقبة دون السماء علوتها
أقلب طرفي في فضاء سباسب
2
وما أنا بالماشي إلى بيت جارتي ،
طروقا ، أحييها كآخر جانب
3
ولو شهدتنا بالمزاح لأيقنت
على ضرنا ، أنا كرام الضرائب
4
عشية قال ابن الذئيمة ، عارق :
إخال رئيس القوم ليس بآئب
5
وما أنا بالساعي بفضل زمامها ،
لتشرب ما في الحوض قبل الركائب
6
فما أنا بالطاوي حقيبة رحلها ،
لأركبها خفا ، وأترك صاحبي
7
إذا كنت ربا للقلوص ، فلا تدع
رفيقك يمشي خلفها ، غير راكب
8
أنخها ، فأردفه ، فإن حملتكما
فذاك ، وإن كان العقاب فماقب
9
ولست ، إذا ما أحدث الدهر نكبة
بأخضع ولاج بيوت الأقارب
10
إذا أوطن القوم البيوت وجدتهم
عماة عن الأخبار ، خرق المكاسب
11
مخ ۳
وشر الصعاليك ، الذي هم نفسه
حديث الغواني واتباع المآرب
البحر : طويل 1
مخ ۴
فلو كان ما يعطي رياء لأمسكت
به جنبات اللوم ، يجذبنه جذبا
2
ولكنما يبغي به الله وحده ،
فأعط ، فقد أربحت ، في البيعة ، الكسبا
البحر : وافر تام 1
مخ ۵
كريم ، لا أبت الليل ، جاد ،
أعدد بالأنامل ما رزيت
2
إذا ما بت أشرب ، فوق ري ،
لسكر في الشراب ، فلا رويت
3
إذا مابت أختل عرس جاري ،
ليختفي الظلام ، فلا خفيت
4
مخ ۶
أأفضح جارتي وأخون جاري ؟
معاذ الله أفعل ما حييت
البحر : طويل 1
لما رأيت الناس هرت كلابهم ،
ضربت بسيفي ساق أفعى فخرت
2
فقلت لأصباه صغار ونسوة ،
بشهباء ، من ليل الثلاثين قرت
3
عليكم من الشيطن كلض ورية ،
إذا النار مست جانبيها ارمعلت
4
ولا ينزل المرء الكريم عياله
وأضيافه ، ما ساق مالا ، بضرت
البحر : طويل 1
مخ ۷
نعما محل الضيف ، لو تعلمينه
بليل ، إذا ما استشرفته النوابح
2
مخ ۸
تقصى إلي الحي ، إما دلالة
علي ، وإما قاده لي ناصح
البحر : بسيط تام 1
يا مال ! إحدى صروف الدهر قد طرقت
يا مال ! ما أنتم عنها بنزاح
2
يا مال ! جاءت حياض الموت ، واردة
من بين غمر ، فخضناه ، وضحضاح
البحر : طويل 1
مخ ۹
هل الدهر إلا اليوم ، أو أمس أو غد
كذاك الزمان ، بيننا ، يتردد
2
يرد علينا ليلة بعد يومها ،
فلا نحن ما نبقى ، ولا الدهر ينفد
3
لنا أجل ، إما تناهى إمامه ،
فنحن على آثاره نتورد
4
بنو ثعل قومي ، فما أنا مدع
سواهم ، إلى قوم ، وما أنا مسند
5
بدرئهم أغثى دروء معاشر ،
ويحنف عني الأبلج المتعمد
6
فمهلا ! فداك اليوم أمي وخالتي
فلا يأمرني ، بالدنية ، أسود
7
على جبن ، إذا كنت ، واشتد جانبي
أسام التي أعييت ، إذ أنا أمرد
8
فهل تركت قلبي حضور مكانها ،
وهل من أبى ضيما وخسفا مخلد ؟
9
ومتعسف بالرمح ، دون صحابه ،
تعسفته بالسيف ، والقوم شهد
10
فخر على حر الجبين ، وذاده
إلى الموت ، مطرور الوقيعة ، مذود
11
مخ ۱۰
فما رمته حتى أزحت عويصه ،
وحتى علاه حالك اللون ، أسود
12
فأقسمت ، لا أمشي إلى سر جارة ،
مدى الدهر ، ما دام الحمام يغرد
13
ولا أشتري مالا بغدر علمته
ألا كل مال ، خالط الغدر ، أنكد
14
إذا كان بعض المال ربا لأهله
فإني ، بحمد الله ، مالي معبد
15
يفك به العاني ، ويؤكل طيبا
ويعطى ، إذا من البخيل المطرد
16
إذا ما البجيل الخب أخمد ناره ،
أقول لمن يصلى بناري أوقدوا
17
توسع قليلا ، أو يكن ثم حسبنا
وموقدها الباري أعف وأحمد
18
كذاك أمور الناس راض دنية
وسام إلى فرع العلا ، متورد
19
فمنهم جواد قد تلفت حوله
ومنهم لئيم دائم الطرف ، أقود
20
وداع دعاني دعوة ، فأجبته ،
وهل يدع الداعين إلا المبلد ؟
البحر : طويل 1
مخ ۱۱
وخرق كنصل السيف ، قد رام مصدفي
تعسفته بالرمح ، والقوم شهدي
2
فخر على حر الجبين بضربة
تقط صفاقا عن حشا غير مسند
3
فما رمته ، حتى تركت عويصه
بقية عرف ، يحفز الترب ، مذود
4
وحتى تركت العائدات يعدنه
ينادين لا تبعد ، وقلت له : ابعد
5
أطافوا به طوفين ، ثم مشوا به
إلأى ذات إلجاف ، بزخاء ، وقرد
6
ومرقبة ، دون السماء ، طمرة
سبقت طلوع الشمس منها بمرصد
7
وسادي بها جفن السلاح ، وتارة ،
على عدواء الجنب ، غير موسد
البحر : طويل 1
مخ ۱۲
إلا أخلقت منك المواعد ،
ودون الذي أملت منها الفراقد
2
تمنيننا غدوا ، وغيمكم ، غدا ،
ضباب ، فلا صحو ، ولا الغيم جائد
3
إذا أنت أعطيت الغني ، ثم تجد
بفضل الغنى ، ألفيت مالك حامد
4
وماذا يعدي المال عنك وجمعه
إذا كان ميراثا ، وواراك لاحد
البحر : طويل 1
مخ ۱۳
إلههم ربي وربي إلههم
فأقسمت لا أرسو ولا أتمعد
البحر : متقارب تام 1
أبى طول ليلك إلا سهودا
فما إن تبين ، لصبح ، عمودا
2
أبيت كئيبا أراعي النجوم
وأرجع ، من ساعدي ، الحديدا
3
أرحي فواضل ذي بهجة ،
منالناس ، يجمع حزما وجودا
4
نمته إمامة والحارثان
حتى تمهل سبقا جديدا
5
كسبق الجواد غداة الرهان ،
أربى على السن شأرا مديدا
6
فاجمع ، فداء لك الولدان ،
لما كنت فينا ، بخير ، مريدا
7
فتجمع نعمى على حاتم
وتحضرها ، من معد ، شهودا
8
أم الهلك أدنى ، فما إن علمت
علي جناحا ، فأخشى الوعيدا
9
مخ ۱۵
فأحسن فلا عار فيما صنعت ،
تحيي جدودا ، وتبري جدودا
البحر : طويل 1
وعاذلة هبت بليل تلومني ،
وقد غاب عيوق الثريا ، فعردا
2
تلوم على إعطائي المال ، ضلة
إذا ضن بالمال البخيل وصردا
3
تقول : ألا أمسك عليك ، فإنني
أرى المال ، عند الممسكين ، معبدا
4
ذريني وحالي ، إن مالك وافر
وكل امرئ جار على ما تعودا
5
أعاذل ! لا آلوك إلا خليقني ،
فلا تجعلي ، فوقي ، لسانك مبردا
6
ذريني يكن مالي لعرضي جنة
يقي المال عرضي ، قبل أن يتبددا
7
أريني جوادا مات هزلا ، لعلني
أرى ما ترين ، أو بخيلا مخلدا
8
وإلا فكفي بعض لومك ، واجعلي
إلى رأي من تلحين ، رأيك مسندا
9
ألم تعلمي ، أني ، إذا الضيف نابني ،
وعز القرى ، أقري السديف المسرهدا
10
أسود سادات العشيرة ، عارفا ،
ومن دون قومي ، في الشدائد ، مذودا
11
مخ ۱۶
وألفى ، لأعراض العشيرة ، حافظا
وحقهم ، حتى أكون المسودا
12
يقولون لي : أهلكت مالك ، فاقتصد ،
وما كنت ، لولا ما تقولون ، سيدا
13
كلوا الآن من رزق الإله ، وأيسروا ،
فإن ، على الرحمان ، رزقكم غدا
14
سأذخر من مالي دلاصا ، وسابحا ،
وأسمر خطيا ، وعضبا مهندا
15
وذالك يكفيني من المال كله ،
مصوفا ، إذا ما كان عندي متلدا
البحر : كامل تام 1
مخ ۱۷
أبلغ بني لأم بأن خيولهم
عقرى ، وأن مجادهم لم يمجد
2
ها إنما مطرت سماؤكم دما
ورفعت رأسك مثل رأس الأصيد
3
ليكون جيراني أكالا بينكم ،
بخلا لكندي ، وسبي مزند
4
وابن النجود ، وإن غدا متلاطما
وابن العذور ذي العجان الأزبد
5
أبلغ بني ثعل بأني لم أكن ،
أبدا ، لأفعلها ، طوال المسند
6
لا جئتهم فلا ، وأترك صحبتي
نهبا ، ولم تغدر بقائمه يدي
البحر : طويل 1
مخ ۱۸
أيا ابنة عبد الله ، وابنة مالك ،
وبا ابنة ذي البردين والفرس الورد
2
إذا ما صنعت الزاد ، فالتمسي له
إكليلا ، فإني لست آكله وحدي
3
أخا طارقا ، أو جار بيت ، فإنني
أخاف مذمات الأحاديث من بعدي
4
وإني لعبد الضيف ، ما دام ثاويا
وما في ، إلا تلك ، من شيمة العبد
البحر : طويل 1
مخ ۱۹
وقائلة أهلكت بالجود ، مالنا
ونفسك ، حتى ضر نفسك جودها
2
فقلت دعيني ، إنما تلك عادتي
لكل كريم عادة يستعدها
البحر : طويل 1
مخ ۲۰
بكيت ، وما يبكيك من طلل قفر
بسيف اللوى بين عموران فالغمر
2
بمنعرج الغلان ، بين ستيرة
إلى دار ذات الهضب ، فالبرف الحمر
3
إلى الشعب ، من أعلى ستار ، فثرمد
فبلدة مبنى سنبس لابنتي عمرو
4
وما أهل طود ، مكفهر حصونه ،
من الموت ، إلا مثل من حل بالصحر
5
وما دارع ، إلا كآخر حاسر
وما مقتر ، إلا كآخر ذي وفر
6
تنوط لنا حب الحياة نفوسنا ،
شقاء ، ويأتي الموت من حيث لا ندري
7
أماوي ! إما مت ، فاسعي بنطفة
من الخمر ، ريا ، فانضحن بها قبري
8
فلو أن عين الخمر في رأس شارف ،
من الأسد ، ورد ، لأعتجلنا على الخمر
9
ولا آخذ المولى لسوء بلائه ،
وإن كان محني الضلوع على غمر
10
متى يأت ، يوما ، وارثي يبتغي الغنى ،
يجد جمع كف ، غير ملء ، ولا صفر
11
مخ ۲۱
يجد فرسا مثل العنان ، وصارما
حساما ، إذا ما هز لم يرض بالهبر
12
وأسمر خطيا ، كأن كعوبه
نوى القسب ، قدرا أرمى ذراعا على العشر
13
وإني لأستحيي من الأرض أن أرى
بها الناب تمشي ، في عشياتها الغبر
14
وعشت مع الأقوام بالفقر والغنى ،
سقاني بكأسي ذاك كلتيهما دهري
البحر : طويل 1
مخ ۲۲